قفا بحمى سلع فساكنه الذي لـ جمال الدين الصرصري

قفا بحمى سلع فساكنه الذي
من الحادث المرهوب أصبح مُنقذي

حبيب إذا ما جاد منه بنظرة
نعمت برؤياه وطال تلذذي

وإن غاب عن عيني أنكرت عيشتي
وضاق علي الرحب من كل منفذ

وكيف اصطبار القلب عن وجه سيد
جميل بآيات الكتاب معوذ

بنفسي شموس الصحو في رونق الضحى
على غصن بالسلسل العذب قد غذى

رضيت بأن يرضى بأني عبده
وليس على ذي الصدق هذا بمأخذ

وما فخر عبد لا يكون ولاؤه
لأكرم خلق الله حافٍ ومحتذى

وأحسنهم وجهًا وأحلى شمائلًا
إذا ما تثنى في رداء ومشوذ

أبي القاسم المختار أفضل مرسل
وأزكى أمين للأوامر منفذ

هو الرحمة المهداة والنعمة التي
بها حبر الرحمن كل موقذ

وذو النقمات الموبقات عدوه
بكل حسام ذي غرار مشحذ

تعطفه برد وروح وراحة
على كبد حرى وقلب مفلذ

وأغراضه ترمى فتصمى حشى الفتى
من الضر والبلوى بسهم مقذذ

ومشربه عذب لوراده روى
تقدس واستعلى عن المشرب القذى

له الحوض يوم الحشر يفضل ماؤه
على عسل للشارب المتلذذ

وأكوابه مثل النجوم وسبقه
لكل حفى متق متبذذ

ويخرج من نار الجحيم بجاهه
من العصب العاصين كل محنذ

به سعدوا بعد الشقاء وكم له
من النار من مستخلص متنقذ

ويسكن من أضحى مطيعًا لأمره
قبابًا من الياقوت أو من زمرذ

بطاعته حازوا وحسن اتباعه
عطاءً من الرحمن غير مجذذ

هو المصطفى من ولد آدم كلهم
برغم عمٍ عن رشده حائر بذى

تنقل من شيث إلى متوشلخ
ونوح وسام نجله وارفخشذ

إلى صلب إبراهيم والصادق ابنه
وأصبح من عدنان في خير أفخذ

وخيم في علياء كنانة وانتهى
إلى هاشم جار الفتى المتعوذ

إلى شيبة الحمد المعظم وابنه ال
ذبيح الكريم بن الكريم المنجذ

مناسب في العلياء طاب نجارها
ومن يبتذر ذا اللحد بالسبق يبذذ

له معجزات ليس يدرك شأوها
تتابع فيها كل أزهر أوحذ

أتى بصريح الحق ليس بكاهن
وليس بسحّار ولا بمؤخّذ

بدعوته في المحل حُلت حيا الحيا
فجاد بغيث مغدق غر مشحذ

ولما دعا بالصحو أقلع غيها
وأجفل أجفال النعام المفذد

ولاح لكسرى القهر عند ولاده
ومن حوله من مرزبان وهربذ

فيا قلب إن رمت الغداة سلامة
من الفتن الصم الصلاب به عذ

وإن رمت عزًا شاملًا وصيانة
وعونًا على الدنيا بجانبه لُذ

وإن شئت أن تحيى سعيدًا مهذبًا
بسنته الزهراء ذات الهدى خُذ

عليك بها فاشدد يديك بحبلها
ومن يطرحها نابذًا فله انبذ

وذر كل شيطان يخالف أمرها
غوى على أحزابه متحوذ

وتابع على تحصيلها كل ناقد
بصير بآفات الكلام مجرذ

يؤم أحاديث الرسوم فيهتدي
بأنوارها نحو الرشاد ويحتذى

وكن مستقيمًا للجماعة تابعًا
ومن لم يتابع سنة الله يشذذ

إرسال تعليق

0 تعليقات