ما ذا أثار بقلبي السائق الغرد لـ جمال الدين الصرصري

ما ذا أثار بقلبي السائق الغرد
لما غدت عيسه نحو الحمى تخد

وددت لو أنني أصبحت متبعًا
آثارها أرد الماء الذي ترد

أهوى الحجاز ولولا حب ساكنه
لما حلا لي به التهجير واللحد

ولا لهاني برق في أبارقه
كأنه صارم في متنه زبد

هل من سبيل إلى ذات الستور ولو
أن القنا والظبا من دونها رصد

ففي هواها قليل أن يطل دمي
وكم لها من قتيل ماله قود

وبالعقيق حبيب لو بذلت له
روحي لكان يسيرًا في الذي أجد

تراب مربعه الرحب المنير به
شفاء عيني إذا ما شفها الرمد

يا راكبًا تطس البيد القفار به
هو جاء عيس أمون جسرة أجد

إذا وصلت حمى سلع وطاب به
لك المقيل وزال الأين والعند

فقف بتلك القباب البيض دام لها
من ذي الجلال السنا والقرب والمدد

وأد بعد سلام نشره عطر
عني قصيدة مثن وهو مقتصد

وقل فقد أمكن التبليغ في وطن
ما خاب عبد إليه قاصدًا يفد

أشكو إليك رسول الله ما أجد
من الخطوب التي أعيا بها الجلد

عمر أناف على الستين خالطه
سقم لأعبائه وسط الحشى كمد

ضعف أضيف إلى ضعف وبعضهما
يوهي قوى الجسم مني وهو منفرد

شهدت أنك خير الناس ما ولدت
انثى نظيرك في الدنيا ولا تلد

ولم ينافسك في أصل سما بشرٌ
ولم ينل رتبة نالت يداك يد

نقلت من كل صلب طاب محتده
إلى بطون زكت ما شأنها نكد

حللت صلب أبينا عند مهبطه
وصلب نوح وقد غشي الورى الزبد

وكنت في صلب إبراهيم مستترًا
ونار نمرود أشقى الخلق تتقد

وحاز نورك إسماعيل يودعه
أبناءه الغرّ حتى حازه أدد

ونال عدنان في الأنساب منزلة
عليًا بذكرك لم يخفض لها عمد

ولم يزل في معد ثم في مضر
وهاشم بك تاج الفخر ينعقد

حتى تسلم عبد الله منصبه
من شيبة الحمد لما استوسق الأمد

ومذ حملت بدا في وجه آمنة ال
أنوار وهي لثقل الحمل لا تجد

وأشرقت مذ ولدت الأرض وابتهج ال
بيت الحرام وحاز الجنة المرد

وكنت خير نبي عند خالقنا
وروح آدم لم ينهض بها الجسد

فابصر اسمك فوق العرش مكتتبًا
وتلك منزلة لم يعطها أحد

فحين تاب دعا رب العباد به
فتاب حقًا عليه الواحد الأحد

وأنت يوم نشور الناس سيدهم
أتباعك الغر لا يحصي لهم عدد

وأنت فيه بشير القوم إن يئسوا
وأنت فيه خطيب القوم إن وفدوا

وفي يديك لواء الحمد ثم لك ال
حوض الروي إذا ما أعوز الثمد

لك الشفاعة عند الكرب والعرق الط
اغي وعند جحيم حرها يقد

وبالوسيلة تحظى وهي منزلة
عليًا حباك بها ذو العزة الصمد

وإن حبك من إيماننا سبب
من دونه النفس والأموال والولد

فبالذي أجزل النعما عليك إلى
يوم المعاد فلا نقص ولا بدد

أنعم عليّ برؤيا منك تنعشني
وتنقذ القلب مني فهو مضطهد

واشفع إلى الله في إحسان خاتمتي
فإنني بك بعد الله اعتضد

إرسال تعليق

0 تعليقات