ذكر العقيق فهاجه تذكاره
صب عن الأحباب شط مزاره
وهفت إلى سلع نوازع قلبه
فتضرمت بين الجوانح ناره
كلف برامة ما تألق بارق
من نحوها إلا بدا إضماره
يشتاق واديها ولولا حبها
لم يصبه واد زهت أزهاره
شغفا بمن ملك الفؤاد بأسره
وبوده أن لا يفك إساره
لولا هواه لما ثنى أعطافه
بان الحجاز ورنده وعراره
يا من ثوى بين الجوانح والحشا
مني وإن بعدت علي دياره
عطفا على قلب بحبك هائم
إن لم تصله تصدعت أعشاره
وارحم كئيبا فيك يقضي نحبه
أسفا علي وما انقتض أوطاره
لا يستفيق من الغرام وكلما
حجبوك عنه تهتكت أستاره
ما اعتاض عن سمر الحمى ظلا ولا
طابت بغير حديثكم أسماره
هل عائد زمن تضوع نشره
أرجا ورقت بالرضى أسحاره
في مربع بقباب سلع مونق
بالأنس تهتف بالمنى أطياره
فاق البسيطة عزة ومهابة
فسما وعز من البرية جاره
يحمي النزيل وكيف لا يحمي وقد
حفت بجاه المصطفى أقطاره
أضحى ثرى عرصاته إذ حلها
يشفي من الداء العضال غباره
سبحان من جمع المحاسن كلها
فيه فتم بهاؤه وفخاره
جبلت على التشريف طينته فما
نشأت على غير العلى أطواره
وصفت خلائقه وطهر صدره
فزكا وطاب أديمه ونجاره
حملته آمنة الحصان فلم تجد
ثقلا إلى أن حان منه بداره
ورأت قصور الشام حين تشعشعت
أنواره وتباشرت حضاره
وضعته مختونا وأهوى ساجدا
وكساه حسنا باهرا مختاره
لا بالطويل ولا القصير وإن مشى
بين الطوال سمتهم أنواره
وإذا تكلل بالجمان جبينه
عرقا لأمر عظمت أسراره
فلريحه أذكى وأطيب مخبرا
من ريح مسك فضه عطاره
فالشمس بعد الصحو مشرقة السنا
والبدر في فلك الكمال مداره
متقلدا بالسيف ليس مباليا
بمن التقى عزت به أنصاره
حلل السكينة والثبات لباسه
والبر والإخلاص فيه شعاره
وضميره التقوى وأوتي حكمة
فازداد منها عقله ووقاره
والصدق منه والوفاء طبيعة
والعفو والصفح الجميل دثاره
وشريعة الإسلام ملته وبال
حق المبين إلى الورى إظهاره
ختم النبوة فهو درة تاجها
وطراز حلتها الثمني عباره
أبقى بسنته طريقا واضحا
رحبا سواء ليله ونهاره
فخرت به خير القبائل هاشم
وحوى به المجد الأثيل نزاره
زهرت نجوم السعد في بدر به
وتبلجت يوم الرضى أقماره
وشموسه في فتح مكة أشرقت
فانجاب عن وجه العلاء قتاره
سعدت به أولاده ونساؤه
وصحابه وزكت به أصهاره
وسمت به غلمانه وإماؤه
وجواده وبعيره وحماره
وحوى الفخار سريره وفراشه
وخيامه وقبابه وجداره
وتضوعت أردان بردته به
طيبا وطاب رداؤه وإزاره
شهد الكتاب الموسوي بفضله
وتحققته وأيقنت أخباره
هو شاهد متول ومبشر
هو منذر متيقن إنذاره
أضحى لأميين حرزا مانعا
وضعت به عن وقته آصاره
بالشام دولته ومكة ربه ال
حرمات مولده وطيبة داره
عجبا لذي لب رآه وكيف لم
ينبت عنه لوقته زناره
يا من جلا قتر الضلال ومن إذا
ما أمه العافي انجلى إقتاره
يا من تساوى في المكارم والندى
كلتا يديه يمينه ويساره
أنت الملي بكشف ضر مخلف
ذي عسرة بندى يديك يساره
جعل الثناء على علاك شعاره
فحلت به وتعطرت أشعاره
يرجو النجاة بفضل جاهك في غد
في موقف يخشى التوى أبراره
0 تعليقات