يا حداة الركب الحجازي ميلوا لـ جمال الدين الصرصري

يا حداة الركب الحجازي ميلوا
فبنعمان للركاب مقيل

فأريحوا فيها المطايا قليلًا
من وجاها فقد براها النحول

وانزلوا الخفيف من منىً فيه ظل
للأماني للنازلين ظليل

واستقلوا نحو الأباطح إن كا
ن إلى ربة الستور سبيل

بأبي ذلك الجناب فوجدي
وغرامي به عريض طويل

داره طال ما تبلج فيها
للمحبين وجه عطف جميل

عشت فيها مع الأحبة حينًا
لم يرع مسمعي لديها عزول

ثم غارت يد الجلال فصانت
عزة ربعها فعز الوصول

غير أني على المودة لا الطر
ف نسئ ولا الفؤاد ملول

أتمنى الدنو منها وقد حا
ل عن القرب وعرها والسهول

أين منا سمراء دون حماها
ذبل السمر شرعًا والنصول

ذات خدر لها البهاء وشاح
ولها العز والسنا أكليل

ليس في تربها لذي العز والسل
طان إلا الخضوع والتقبيل

هل لظمأن نحو منهلها العذ
ب ورد به يبل الغليل

يوم تضحي وللنياق حنين
في رباها وللجياد صهيل

وإذا ما سرت لها نحو سلع
خبب تارةً وطورًا ذميل

ترتمي في الفلا لها الشوق حاد
ولها نشرمن تحب دليل

فلها اليمن والسعادة والنص
رة والبشر والرضا والقبول

بجناب رحب حوى كل فضل
وفخار مذ حل فيه الرسول

أحمد الهاشمي أكرم خلق ال
له أصلًا إذا تعد الأصول

شيبة الحمد جده هطل الغي
ث به والربيع وإن كان كليل

سل من هاشم بن عبد مناف
كاسر الجوع والجدوب تصول

نسب حل في قريش ذراها
دون مرساه شامة وطفيل

حاز فيه بنو كنانة من عد
نان مجدًا بناه أسمعيل

ولقد طاب والمهيمن ربي
منبت أصله الخليل الجليل

ولعمري به قريش استفادت
شرفًا لم ينله قبل قبيل

وصفع المرتضى لموسى وعيسى
بينته التوراة والإنجيل

وبه أحسن البشارة شعيًا
وعزيز وبعده حزقيل

واهتدى تبع بما بين الأح
بار من نعته الذي لا يحول

وتصدى كعب لآل لؤي
ولديه شبانها والكهول

قبل خلق النبي بالحقب الخم
س خطيبًا وهو اللبيب النبيل

ذاكرًا مبعث النبي وود الن
صر لو كانت الحياة تطول

وجلاه لشيبة الحمد سيف
لحلاه وما إليه يؤل

ولقد قام في المواسم قس
شاهدًا أنه نبي رسول

ورأى الراهب النبوة قد لا
حت عليه كأنها قنديل

إذ رأى فوقه الغمامة ظلاُ
ويميل الظلال أنى يميل

ولنعت الرهبان أفضل هاد
كان سلمان في البلاد يجول

فرأى عنده العلامات حقًا
فاغتدى وهو قابل مقبول

وكفاه من الفخار مقام
كان في القرب دونه جبريل

وهو الخاتم المخصص بالتك
ليم والرؤية الحبيب الجليل

يا حبيب الرحمن أنت المرجى
والوجيه المشفع المأمول

قد قصدناك في حوايج فاسأل
ربك اليسر فهو نعم الوكيل

إرسال تعليق

0 تعليقات