فسارعوا للعلم أجمعينا لـ أحمد بامبا

فسارعوا للعلم أجمعينا
لوجه ذي الجلال قاصدينا

تعلموا العلم لوجه الله
دون المنافسة والتباهي

لاتقصدوا استمالة البرايا
لكم ولا حوزكم الهدايا

فمن تعلم لما قد ذكرا
فسعيه في هدم دينه جرى

وباع آخرته بالدنيا
وضاع سعيه وخاب سعيا

فلتقصدوا أربعة لدى ابتدا
تعلم لكي تفوزوا بالهدى

أولها الخروج من ضلال
والثان نفع خلق ذي الجلال

ثالثها الإحياء للعلوم
والرابع العمل بالمعلوم

ومن شروط طلب العلم تعد
ستة أشياء تودي للرشد

أولها صبر على الجوع الوسط
كأسد والثان حنبت الغلط

إطالة الجلوس في التعلم
كالنسر بابتغا رضى المعلم

ثالثها حرص على طلبه
كمثل حرص الكلب في مطلبه

رابعها حلم كمثل الهر
خامسها إدامة للصبر

عن النساء الصارفات الهمم
كصبر خنزير بلا تهمم

سادسها صبر على ذل أبد
صبر حمار فاطلبوا بذي الرشد

وهذه الشروط لاتحصل
إلا بكد واجتهاد يحصل

واعلم بأن من أبى تعلما
وقت صباه سيلاقي ندما

إذكل من لم يتبادر للعلوم
مع تفرغ لها قبل الهموم

فلا ينال غالبا مطلوبه
منه وليس يحتوي مرغوبه

فقدموا العقائد السنيه
مجردات عن فرى ومريه

وبعده الفقه وبعد ذين
علم التصوف المزيل الشين

وبعده لابد من آلات
للبحث في الحديث والآيات

كالنحو والعروض والبيان
ولغة العرب والمعاني

وإن تعلمت فبالله استعن
ثم بإخلاص وقلب مطمئن

وبملازمة درس وورع
وقلة النوم وقلة الشبع

فدم على الدرس مع التكرار
في ما قرأته بلا إدبار

وخالف النفس فإن النفسا
أمارة بما يجر حبسا

وقلل الرقاد فارق الكسل
و قلل الراحة قصر الأمل

ومن نهاكم عن التعلم
فنهيه إلى الضلال ينتمي

إذكل من في ذا الزمان منع
من التعلم فإنه دعا

لبدعة شنيعة إذ العمل
إن لم يكن بالعلم شابه الخلل

فالعلم والعمل جوهران
لخيري الدارين يجلبان

وأشرف الأصلين علم قدما
كما أتى به حديث قد سما

إذكل عامل بلا علم يرى
فسعيه مثل هباء نثرا

ومن حوى علما وليس يعمل
به فإنه حمار يحمل

وعد منها كونه مجتهدا
في فرضه وماحوى تأكدا

ولايكن مؤخر الصلاة
بغير عذر ما عن الأوقات

ولازم الخشية والتأدبا
مع التواضع يزرك الأدبا

ودم على تواضع بامتهان
وقت التعلم تنل نور الجنان

فالمتعلم إذا تكبرا
فلا ينال بالمراد الظفرا

دع الترفه ولا تجلس أبدْ
على الفراش وقته بلا نكد

إرسال تعليق

0 تعليقات