بـنـاتَ الـشعرِ ما ألهاكِ عنّي
ومـاذا نَـفَّـرَ الأشـعارَ منّي
لـقد عَزَّتْ على نفسي القوافي
وكُـنْـتُ بِـهنَّ مُطَّرِدَ التغنّي
وكـم في العينِ من دمعٍ سخينٍ
إذا أرسـلـتـه رَفَّـهْتُ عنّي
وكيف تطيبُ في سَمعي الأغاني
وألـحـان الأسـى يَملأنَ أُذني
دعـيـني يا بناتَ الشِّعْرِ أبكي
عـلـى مـا نَالَتِ الأيامُ مِنّي
أَمَـانٍ مـتْـنَ في قلبي صغارًا
كما ذَوَتِ الكمائمُ فوق غُصْنِ
وزَرْعٍ طـابَ لَـمْ أقطف جناهُ
وكم بَذَرَتْ يداي ولستُ أَجني
فـكـوني يا بناتَ الشِّعْرِ أهلي
وأشـياعي لَدَى البلوى ورُكْنِي
وغَـنِّـي مـن أساكِ وألهميني
فـبـينكِ في الهوى عَهْدٌ وبيني
أَرَاكِ بِـخـاطـري وأودُّ أنـي
أراكِ بـنـاظـريَّ وأنْ تَـرَيْني
إِذَنْ أشفقتِ من سقمي ووجدي
وَشَفَّكِ لاعجي وشحوبُ لوني
لـقـد تَـرَكَتْنِيَ الأيامُ نِضْوًَا
أودّ مـن الـزمـان دُنُوّ حَيْني
فـبـكِّـيني إذا همدتْ عظامي
ونـوحـي حول مقبرتي بلحني
عـشـقتكِ يا بناتَ الشِّعْرِ حيًَّا
فـلا تـنسي عهودي بعد بَيْني
0 تعليقات