أَهَلّ هلالُ العيدِ منك إلى بدرِ
ولاقاك منه بالطلاقة والبشرِ
هل العيد إلاّ مَوْعدٌ لك بالمُنى
وباليمنِ والإِقبال والفتح والنصر
ثلاثةُ أعيادٍ تجمعن للورى
بوجهك والفتحِ الذي هلَّ والفطر
بوجهك شهر الفطرِ يُهدي بشائرًا
مؤرًّجةَ الأَنفاسِ عاطرةَ النشر
تسابقُ أيَّام المسرَّات نحوكم
فَمِنْ سابقٍ منها ومُوفٍ على الأَثر
ومنهنَّ يوما موسمٍ وبشارةٍ
كما شاءت الآمال جاءا على قَدْر
هنِئْتَ اقتبالًا بالفتوح ولا عَدَتْ
عِداك الرزايا من عوانٍ ومن بكر
ولا زلت تحمي ساحةَ الدين والهدى
بكلِّ خميسٍ مستبيح حمى الفكر
كتائب فيها الأُسدُ في أَجَم القنا
قد ادَّرَعَتْ بالسابريَّةِ والصَّبر
على مُنْعَلاتٍ بالأَهلة قُرِّطتْ
بأَنجمِ قذفٍ من شبا الذُّبَّل السُّمْر
متى ما تَرِدْ ماءً تُرد ما وراءه
ولو خَيَّمَتْ يومًا على منشأ القطر
ويَغْنَيْنَ عن وِرْدِ المياه كأنّها
من الحلقِ الماذي يَكْرَعْن في غُدر
فكم بهَواديها رمَى ثَغرَ العدا
إمام هُدى ما زال يَحمي حمى الثغْر
سُلالةُ عبد الواحدِ الأَوحد الذَّي
أبوهُ أَبو حفصٍ وناهيكَ مِنْ فَخر
إمامٌ بجيش الرعب يغزو عُداتَه
فَلوْ شاءَ لاستَغْنَى عن الجحفل المجر
ويسري إلى الأَعداء كالبرق عَزْمه
إذا لك يكن نجمٌ لهول الدُّجى يسْري
ويدْأَبُ في أرضٍ بثابت جيشه
ثَنى الوعر مثلَ السَّهل والسَّهل كالوعر
وبالمنشآت البحرُ كالبرِّ ينثني
إذا ما غزا والبرُّ بالجيش كالبحر
تقلَّدَ أمر المؤمنين بحقه
فأضحى مُطاع النَّهي ممتثل الأَمر
حكى عمرَ الفاروقَ هديًا وسيرةً
وفي دهْيهِ الأَعداء أربى على عمرو
جَرَى منه جَرْيَ الماء في الغصن حالما
فلم يُعْزَ حلمٌ لابن صخرٍ ولا صخرِ
تبارى يَداه في السَّماح فللمنى
ولليمن يمناه ويسراه لليسر
يُبيدُ نفوسًا أو يُفيدُ نفائسًا
بسَيْبٍ له يَسْرِي وسيفٍ له يفري
غمَامٌ بلا دَجْنٍ وصُبْحٌ بلا دُجى
وبَذْلٌ بلا نَقْص وبحْرٌ بلا جَزر
تلوحُ على أبنائه من صفاته
سماتٌ كضوءِ الشمس فاضَ على البدرِ
فقد شملتهمْ للسَّماح شمائلٌ
أميريةُ الأَعراق حفصيَّة النجر
فمِنْ آنفٍ شُمٍّ ومن أوْجهٍ زهْر
ومنْ نِعَمٍ بيضٍ ومن شِيَمٍ غُرِّ
فما بالغٌ أدْنى سماحك ذُو ندىً
ولا بالغٌ أدنى امتداحك ذو فِكْرِ
ولو أنّه بالشعريين مصرّعٌ
فواتحَ ما يهدي إليك من الشعر
وكمْ من يدٍ بيضاءَ منكَ بدَتْ لنا
فجلت سواد الخطب والحادثِ البكر
وكم حِكمةٍ غراءَ منكَ قَضَتْ لنا
بإبطال ما أبدى البيانُ من السحر
فهل آيتا موسى الكليم لديكمُ
بما حزتَ من حكم ومن نائل غمر
أصاختْ لداعي هديكم أنفُسُ الورى
وأُشعِرَت الإِخلاصَ في السرِّ والجهر
قضى الله إذ ولاّكَ أمرَ عباده
بتخْليدِ هذا الأَمر فيكم إلى الحشر
فقد ضمنت تمكينَ ما اللهُ مرتضٍ
من الدِّين باستخلافكم عدة الذكر
إمامَ الهدى دُمْ للديانة والدّنا
ولا زلتَ محفوفًا بأَنجمِك الزُّهر
ولا بَرَحتْ غُر الفتوح بسَعْدِكُم
تَوَالى اتِّساقًا مثلَ منْتظمِ الدُّرِّ
0 تعليقات