يومَ بدرٍ وأنت أعلى مَقاما
إن ذكرنا من بعدِكَ الأيّاما
ما ذكرنا بِكَ القَواضبَ يَقْظَى
أنتَ أيقظتَها شُعوبًا نِياما
غَرقتْ في الظّلامِ لا تحسبُ البغ
يَ ذميمًا ولا الفُسوقَ حراما
تَكرهُ العدَل في الحقوقِ وترضى
حين يأبَى سَاداتها أن يُقاما
استقم يا سواد في الصف واعلم
أن للجيش في الحروب نظاما
يا لها يا سَوادُ طعنةَ سَهْمٍ
صادفتْ مِنكَ أريحيًّا هُماما
لو يريدُ الأذى بها لم تُطِقْها
مَن يعافُ الأذى ويأبَى العُراما
عَدّلَ الصفَّ فَاسْتَوى وقَضَى الأمْ
رَ على شِرعةِ الهُدى فَاسْتَقاما
إنّها شِرعةٌ لربِّكَ يُمضي
ها فتهدِي الشُّعوبَ والأقواما
تَمنعُ المرءَ ذا البراءةِ أن يُؤ
ذَى وتحمِي الضَّعيفَ من أن يُضاما
وَتُريهِ القَوِيَّ يُذعِنُ للحَق
قِ ويبغِي بِجانبَيْهِ اعْتصاما
قُلتَ أَوْجَعْتَني وقد جِئتَ بالح
قّ وبالعدلِ رحمةً وسلاما
القَصاصَ القَصاصَ إنّي أراهُ
يا إمامَ الهُداةِ أمرًا لِزاما
قال هذا بَطْنِي لِبطنِكَ كُفؤٌ
فَاسْتَقِدْ إنَّ للضّعيفِ ذِماما
طابَتِ النَّفسُ يا سَوادُ وعادَ ال
آنَ بَرْدًا ما كانَ مِنها ضَراما
واعتنقتَ الرَّسولَ بعدَ شَكاةٍ
فاعتنقتَ الخِلالَ غُرًّا وِساما
وابتدرتَ البطنَ المطهَّرَ لَثْمًا
فابتدرتَ الخيراتِ شَتَّى عِظاما
هَا هُنا العدلُ والسَّماحةُ والإح
سانُ أعظِمْ بذا المقامِ مَقاما
أدّبَ اللّهُ عَبْدَهُ وَهَداهُ
وَاصْطفاهُ للمتَّقِينَ إماما
أيُّ دِينٍ كدينِهِ في عُلاهُ
أيُّ قومٍ كالمسلمينَ القدامى
أرأيتَ الضّعافَ في كلِّ أرضٍ
كيف أمسوا للأقوياءِ طعاما
حَرَّموا الطيباتِ بَغيًا وظُلمًا
وَاسْتحلُّوا الذُّنوبَ والآثاما
رَبِّ إن شِئتَ للشُّعوبِ حَياةً
فابعثِ المُسلِمينَ والإسلاما
إبعثِ النُّورَ في الممالكِ يهدِي
كُلَّ شَعبٍ غَوَى ويمحو الظّلاما
0 تعليقات