تلك عقبى البغي فانظر كيف عادا؟
يا له من مصعب ألقى القيادا
أرأيت القوم شرًّا وأذى؟
ورأيت القوم نارًا ورمادا؟
غيبوا في حفرةٍ مسجورةٍ
تخمد الدنيا وتزداد اتقادا
ملئت رعبًا وزيدت روعةً
من عذاب كان ضعفًا ثم زادا
قف عليها وتبيَّن ما بها
هل ترى إلا انتفاضًا وارتعادا؟
يا لهم إذ زعموا أصنامهم
تعجز الله كفاحًا وجلادا
جلَّ ربي لم يغادر بأسه
أنفسًا منهم ولم يترك عتادا
خاصموا الله وعادَوا جنده
وأرى الأصنام أولى أن تعادى
هي غرتهم فضلُّوا وعتوا
واستحبوا الكفر بغيًا وعنادا
حلَّقوا بالأمس في طغيانهم
ثمَّ بادوا في مهاويهِ وبادا
عظةٌ في التُّربِ كانت فتنةً
وعذابٌ كان شرًّا وفسادا
***
كلْ هنيئًا من قليب قرمٍ
يبلعُ الكفار مثنى وفرادى
طال منك الصَّوم واشتدَّ الطَّوى
فخذِ القوم التِهامًا وازدرادا
جرَّبوا الحرب وجاءوا فلقوا
غُممًا جلَّى وأهوالًا شدادا
سمعوا الصوت وما من ناطقٍ
يخبر السائل منهم حين نادى
يا رسول اللهِ هم في شأنهم
غمرةٌ تطغى وبلوى تتمادى
صدقَ الوعد فكلٌّ موقنٌ
يا له منهم يقينًا لو أفادا
أنكروا الحقَّ وراموا غيره
فكأنَّ الله لا يجزي العبادا
هكذا من يعبدُ الطاغوت لا
يتَّقي ربًّا ولا يرجو معادا
جلَّ ربي وتعالى إنَّهُ
بالغٌ من كلِّ أمرٍ ما أرادا
إرفعي يا دولة الحقِّ العمادا
وأقيمي يا طواغيت الحدادَ
أيُّ حقٍّ ذلَّ في سلطانه؟
أيُّ زورٍ عزَّ في الدُّنيا وسادا؟
إنَّ لِلهِ سيوفًا خُذُمًا
وجنودًا لا يَمَلُّون الجهادا
بعث الأسطولَ في آياتِه
جائلًا يُعيي الأساطيل اصطيادا
قُوَّةٌ أرسلها من أمره
تفتحُ الدُّنيا وتحتلُّ البلادا
إنَّ كلَّ الخير يا صفوان في
مهلكِ القومِ فلا تعدُ الرشادا
دع عميرًا لا تهجه واتَّئد
إنَّ للعاقلِ في الأمرِ اتِّئادا
أخذ السَّيف صقيلًا مرهفًا
يأخذُ الأبطال والبيض الحدادا
ظلَّ يسقيهِ وما أدراه هل
كان سُمًّا ما سقاه أم شِهادا؟
كره الحقَّ فلمَّا جاءه
نبذ الحقد واصفاه الودادا
من حديثٍ أنبأَ اللهُ بهِ
خير من حدَّث عنهُ فأجادا
قال أسلمتُ لربي وكفى
بالسَّبيل السَّمح دينًا واعتقادا
إقرأ القرآن واتبع هديَهُ
يا عمير الخير إنْ ذو الغيِّ حادا
إنَّهُ النُّور الذي يجلو العمَى
إنَّهُ السِّرُّ الذي يُحيي الجمادا
***
أين يا صفوان ما أمَّلته؟
أين ما حدَّثت تستهوي السَّوادا؟
يا لها داهيةً طارت بها
أعقب الجوَّ وقد كانت نآدا
لا تظنَّ الجود دينًا يُشْتَرَى
سترى الجود المُصَفَّى والجوادا
ستراه واديًا من نعمٍ
يعجزُ الآمال سعيًا وارتيادا
هو من فيضِ العُبابِ المرتمى
يتَقَصَّى الأرض مدًّا واطِّرادا
الرسولُ السَّمحُ والمولى الذي
يسعُ الأجيالَ برًّا وافتقادا
إقترح ما شئت واطمع لا تخف
من ندى كفَّيه نقصًا أو نفادا
حبذا الموئل فيما تتقي
من أذى الدهر وما أعلى المصادا
سببٌ للهِ من يعلق بهِ
لم يخف ضَيْمًا ولم يخش اضطهادا
0 تعليقات