سفر لـ أحمد عبد المعطي حجازي

بيْننا، يَتَغَير لون الشجرْ
يتوغل طير السماواتِ في بحرِ هدأتِهِ
عالقا بالخيوطِ التي تتقاطع في خضرة السهلِ
أو تتوازي
ويتصل البحر بالليل، ينقص وجه القمرْ
زمن من مطرْ
من رذاذٍ رتيبٍ
يسح بغير انقطاعٍ
أفي الليل، أم في النهارِ
تري، كان هذا السفرْ؟
مدن للعبورِ فحسبٌ
وأرصفة للصدي المعدني
وفي المدنِ الهامشيةِ ما يوقظ الذكرياتِ
وبين القري ومدافنها شبَهٌ
ثَمٌ في العشبِ دربٌ
ومتسع لمرور الرياحِ
وبين القري ومدافنها ينفذ الضوء في ورق الشجراتِ
ولا يتجسدُ
بينهما شهوة غير مرئيةٍ
لفحة من بياض الطلاءِ الذي يتردد بين البيوتِ
وبين المقابرِ
مرتجفا في مياه النهَرْ
التفاصيل تفقد أسماءَها الآنَ
واللحظات التي سرقتني انتهت
والذي كان يفصل ما بيننا يختفي
مثلَ نافورةٍ سكتَت
ثم نبقي علي الطرفْينِ يواجه كلٌّ أخاه ولا يتقدمُ
يا أيهذا الجمال الذي ظل محتفظا بالصبا
أيهذا الجمال الذي ظل محتميا بالحجر

إرسال تعليق

0 تعليقات