الموت فجأة لـ أحمد عبد المعطي حجازي

حملت رقم هاتفي
واسمي، وعنواني
حتي إذا سقطت فجأة تعرفتم عَلَيٌ
وجاء إخواني
تصوٌروا لو أنكم لم تحضروا
ماذا يكون؟
أظلّ في ثلاجة الموتي طِوالَ ليلتين
يهتز سلك الهاتفِ الباردِ في الليل، ويبدأ الرنين
بلا جواب.. مرة ومرتَين
يذهب إنسان إلي أمي.. وينعاني
أمي تلك المرأة الريفية الحزينة
كيف تسير وحدها في هذه المدينة
تحمل عنواني
كيف ستقضي ليلَها بجانبي
في الردهِة الشاملة السكينة
تقهرها وحدتها
يريحها انفرادها بحزنها
حيث تظل تستعيد وحدَها
أحزانَها الدفينة
تنسج من دموعها السوداء أكفاني
يا ليت أمي وشَمتني في أخضرار ساعدي
كيلا أتوه
كيلا أخونَ والدي
كيلا يضيع وجهيَ الأول تحت وجهيَ الثاني
حين أري أن الرجالَ والنساءَ يخرجون صامتين
من بعد ما ظلوا أمامي ساعتين، ما تبادلنا النظر
ولا تغيرت أمامنا الصوره
حين أري أن الحياةَ قد خَلَت من الجنون
ورفٌ فوقٌ الكل طائر السكون
أحس أني مِتّ فعلا، واضطجعت صامتًا
أرقب هذا العالم الفاني

إرسال تعليق

0 تعليقات