تلقَّى بيُمنى رايةَ العَهْدِ
وساعده في حَمْلها ساعدُ السَّعدِ
وأَقْبَلَ من قبلِ اقتيادِ جيوشِهِ
بجيشٍ من الإِقبالِ والجِدِّ والجد
أميرٌ له أفضى الأَميرُ بعهده
فناسبَ بين الجيدِ في الحسنِ والعِقْدِ
تلقَّى بها للمجدِ أَرفعَ رايةٍ
فأَعربَ عن دعوى عرابةَ في المجد
فراقتْ كما راقَ تاجٌ بمفرِقٍ
وعقدٌ على جِيدٍ وقلبٌ على زَنْدِ
رأى أنَّها كفءٌ لعلياهُ مثلما
رأَته بها كُفْئًا كريمًا بلا نِدِّ
فلم يكُ من بدٍّ لها من علائه
كما لم يكنْ منها لعلياهُ من بُدِّ
ولايةُ عهدٍ وسمها راقَ واسمها
فأَحْيتْ كما أَحيا الوليُّ من العهدِ
أتتْ بعد ما كنَّا جزعنا لحادثٍ
فجاءتْ مجيءَ الوصلِ في عُقَبِ الصدِّ
حكت بيعة الرضوان حين غدت على
رضى اللّه والإسلام محكمةالعقد
وحقّ بأن يهدي الورى مثل ما هدى
محمدٌ الهادي محمدٌ المهدي
تنير الدجى منه إذا الزهر لم تنر
بأزهر طلقِ الكف في الزمن الجعد
له راحمةٌ تعتد أعظم راحةٍ
إذا بلغت في جودها غايةَ الجهد
تسحّ غواديها ويذكر شهابُها
سماحًا وبأسًا فهي للودق والوقد
فيا لائمي يمناه بشراكم بما
ترجون من مسنّ جزيل ومن رفد
فمدوا إليها أيديًا وارتجوا بها
بلوغ المنى واستنجزوا صادق الوعد
فكلّ يدٍ مدّت يدَ اللّه فوقها
وقد أمّها بحر المكارم في مدّ
إمام الهدى شكرًا لنعمائك التي
بها رتع الاسلام في عيشة رغد
تباشَرَت الدنيا بدعوائك التي
اشاد بها داعي الهداية والرشد
ستملكها ما بين شرق ومغربٍ
وتفتح من أبوابها كلّ منسد
ويبلغ منها أمركم كلّ منتهى
وكلّ مدى أعيى على مبتني السدّ
وكم عزمة منكم أطلّت على العدى
بأسد على فتخ وفتخ على أسد
وكلّ كمي لم تزل ذُبّلُ القنا
إلى قلبه أشهى من القضب الملد
فيورها سمرًا ظماء دم العدى
ويصدرها حمرا ظماء ولا يصدى
منَظّمُ طعنٍ ناثر الضرب كلّما
ثنى الفرد زوجًا غادر الزوج كالفرد
بضربٍ تمادى في الصوالج والظُبا
لديه وطعن يخلط الشهب بالورد
ظبًا تندرُ الهاماتُ عنها كأنّها
إذا جدّ جدّ الضرب تلعب بالسرد
حمى الناصر المنصور يحي حمى الهدى
وسلّ حسامًا دونه مرهفَ الحدّ
تظَلّ جنودُ الطير تقفو جنوده
كأنّ سليمانًا كتائبه يهدي
فقد ايقنت أن الأعادي للردى
قرىً ولها أو للإسار وللقِدّ
وكم جالدت عنه العداةَ سعودهُ
وكم جادلت عنه بألسنة لدّ
بخوفِ ظباه يوحش السخص ظلّه
وأمن حماهُ يأنسُ الضدّ بالضدّ
فما لان في حيثُ التشدّدُ واجبٌ
وحيثُ يحِقّ الينُ ليس بمشتدّ
غياثٌ لمرتاع وغيثٌ لمُرتَعٍ
حياةٌ لمن خاف الردى وحيا مجد
وفرعٌ له أصلٌ ابو حفصٍ الرضى
فناهيكَ من سبطٍ وناهيك من جد
إلى عمرَ الفاروق ينميه محتدٌ
تُقَصّرُ عن أوصافه ألسنُ الحمد
مَعَدّيّة علياؤُهُ عدَوِيّةٌ
مناقِبُها أعيَت على الحصر والعدّ
فما قبس في جود وتجويد منطقٍ
به الملك الجهنِيّ والملك الكندي
إمام الهدى هنّيتَ وليهنك الورى
بصُنعٍ معيد في بلوغِ المنى مبد
وهنّىءَ مولانا الأميرُ محمد
بإقبال سعدٍ واقتبالٍ من الجدّ
وأعطيتُما في النصر والعمر المنى
فمن عمُرٍ نسء ومن ظفر نقد
ولا زِلتُما في ظلّ عيشٍ مهنّإٍ
لطولِ تماديه يشيدُ بالخلد
0 تعليقات