بني بكر وما يغني الملام (بنو بكر وخزاعة) لـ أحمد محرم

بَنِي بَكرٍ وما يُغني الملامُ
تَلَظَّى البأسُ وانتقضَ الحُسامُ

ذِمَامٌ صادِقٌ ودَمٌ حَرَامُ
وَعِزٌّ من خُزاعَةَ لا يُرامُ

يَقومُ عليه حامٍ لا يَنامُ

أعانكم الأُلى نَبَذُوا الوفاءَ
وَراحَ القومُ يمشونَ الضَّراءَ

وما تَخفَى جَريرَةُ مَن أساءَ
سُيوفُ مُحمّدٍ جُعلتْ جَزاءَ

فما البَغْيُ الذَّميمُ وما العُرامُ

قَتلتُم من خُزاعَةَ بالوتيرِ
رِجالًا ما أتاهم من نَذيرِ

لَبِئْسَ الغدرُ من خُلُقٍ نكيرِ
ويا للناسِ للحَدَثِ الكبيرِ

أكان محمدٌ مِمّن يُضَامُ

أَتَوْهُ يَنشدونَ الحِلْفَ وَفْدا
تَهُدُّ شَكاتُهُ الأحرارَ هدّا

فقال لهم نُصِرتُم واسْتَعَدَّا
وَرَاحَ يَسوقُهُ للحربِ جُنْدَا

تُظلّلهُ الملائِكةُ الكِرامُ

أبا سُفيانَ ذلك ما تراهُ
هو البأسُ المصمِّمُ لا سِواهُ

أليسَ الحِلفُ قد وَهنتْ عُراهُ
فكيف تُشَدُّ بعدئذٍ قُواهُ

فدعهُم يا ابن حربٍ تَلْقَ رُشْدَا
وبالحقِّ اعتصِمْ فالحقُّ أجدى

سبيلَ مُحمّدٍ فَاسْلكه أهدى
وخذه يا ابن حربٍ منه عهدا

لِبيتِكَ فيه من شرفٍ دِعامُ

مع العباس سِرْتَ إلى الرسولِ
لأعظَمِ مطلبٍ وأجلِّ سُولِ

لِدينِ اللهِ دينِ ذوي العُقُولِ
مِنَ النَّفرِ المساميحِ العُدولِ

صَدقْتُكَ ليس كالنّورِ الظّلامُ

لَقيتَ مُحمدًا حُرًّا رشيدا
فَعُدْتَ بِيُمنِهِ خَلقًا جديدا

هُدِيتَ وكنتَ جَبَّارًا عَنيدًا
هَنيئًا فاصحبِ الجَدَّ السعيدا

بما أولاك صاحبُكَ الهُمامُ

أصبتَ الخيرَ أجمعَ والرشادا
على يدِهِ وَنِلْتَ به المُرادا

أفادَكَ يا ابن حربٍ ما أفادا
فباركَ فيكَ ربُّكَ ثم زادا

وعند الله يُلْتَمَسُ التّمامُ

نظرتَ فهل رأيتَ أشدَّ صبرا
وأحسنَ منظرًا وأجلَّ قَدْرا

كتائبُ من جُنودِ اللّهِ تَتْرَى
تَمُرُّ عليكَ واحدةً فأخرى

لها مِن دِينِها العالي نِظامُ

تُكبِّرُ رَبَّها وتَراهُ حقّا
وتَبذُلُ فيه أَنْفُسَها فَتَبْقَى

لَكَ البُشْرَى نعمتَ وكنتَ تشقى
فماذا من أيادِي اللهِ تَلْقَى

لقد جَلَّتْ فليس لها انصرامُ

لَنِعْمَ الصّاحبانِ الناجيانِ
على طُولِ التَّرَدُّدِ والتَّوانِي

حكيمٌ وابن ورقاءَ اللذانِ
أرادا اللَّهَ فيما يَبغيانِ

فليس بغير سُنّتِهِ اعتصامُ

كِلا الرجلينِ غِطريفٌ كريمُ
له في قومِهِ حَسَبٌ قَدِيمُ

زعيمٌ جاءَ يصحبه زعيمٌ
كذلك يظهر الدينُ العظيمُ

فتعرفُهُ الغطارفةُ العِظَامُ

مَضَى لك يا حكيمُ ولابن حربِ
قَضَاءٌ زادَ حُبًّا كُلَّ قلبِ

ومَن أولَى من الهادِي بِحُبِّ
وأجدرُ من عشيرتِهِ بِقُربِ

قريشٌ قومه وهو الإمامُ

إذا جَعَلتْ قلوبُ الناسِ تهفو
فمن بَيْتَيْكُما حِرْزٌ وكَهْفُ

وعندكما ظِلالُ الأمن تضفو
وَوِرْدُ العيشِ للوُرّادِ يصفو

هما البيتانِ كُلّهما حَرامُ

وفي حَرَمِ اللّواءِ لكلِ نَفْسِ
تَلُوذُ بهِ كِفايَةُ كُلِّ بأسِ

يَراهُ سَراةُ مَكّةَ فوق رَأْسِ
لِميمونِ النَّقيبةِ غيرِ نِكْسِ

مِنَ النفرِ الأُلَى صَلُّوا وصَاموا

لِواءُ أبي رُوَيْحَةَ ما أعزّا
لِواءٌ قامَ للإيمانِ رَمْزا

يَهُزُّ قُلوبُ أهلِ الشِّركِ هَزّا
وَيترُكُ بأسَهُمْ ضَعْفًا وعَجْزا

فَمَنْ للقومِ إن وَقَعَ الصّدامُ

إرسال تعليق

0 تعليقات