أَلا من لصبٍ كاد من وجده يقضي
بكى بعضُه مما يلاقي عَلى بعضِ
تأوَّبه من حب (لمياء) طائفٌ
فبات على حالٍ من الخبْلِ لا ترضي
إذا ذُكرتْ لمياءُ ظلّتْ دموعُه
وأنفاسُه موكولةً ليدِ الفيض
وأهوى بكفيه لفيه وقلبه
فأدماهما من شدَّةِ الحرِّ والعضِّ
حذارًا وبقْيًا أنْ أريعَ لكاشحٍ
فيقضي عَلى قلبِ المتيمِ ما يقضي
أعيذ نحولًا منك إن تهدري دمي
فإنَّ دمي عبءٌ لدى اللهِ في العرض
تحملتُ في حبَّيك ما لو أقلّه
تحمَّله طودٌ لآذن بالنقض
قريتُ الهوى بالدمعِ حتى نزفته
فأكرمتُ مثواه بلحميَ والنحض
تألّبَ أهلي كي يميتوا صبابتي
فكانوا قذىً بالعينِ لكنني أُغضي
وأحفظهم كتمان أمرِكِ فانطوتْ
صدورُهم مما كتمتُ عَلى بغض
فلو أنَّ إنسانًا يكاتم نفسَه
لكنتِ إلى نفسي بحبِّك لا أُفضي
رمى اللهُ كفي إنْ أشارتْ بشلّها
وجازى فعمي إمّا تكلّم بالغضِّ
وجدتُ الهوى حلوًا عَلى كلِّ علةٍ
وَحكم ذويك الجور لكنه مرضي
هنيئًا لعينيك المنام فإنني
وَجدتُ سهادي فيك أهنا من الغمض
لئن ساءني أهلوك ترقبُ زَوْرَتي
لقد سرَّني أنْ مِزتني بالهوى المحض
تعالي نفتهمْ هاربين فإننا
إذًا لبعيشٍ، ما يُكَدّرُ، ذي خفض
كأني بها قد أشعر الوجد قلبَها
فمالتْ بها هوجاء كالغُصُنِ الغضِّ
وَأسلس لي بعد الجموح قيادُها
أصرِّفُه ما شئت بالبسط والقبض
0 تعليقات