لا تبك حزنا ليوم بين لـ حازم القرطاجني

لا تبك حزنًا ليوم بين
وذكر ريم برامتَين

وابن البتول الحسين فاندُب
الطاهرَ ابن المطَهّرين

قفا خليلي نبك حزنا
بكاء قلب وناظرين

فإن رزءًا بكربلاء
فرق بين الكرى وبيني

بالطف يوما بكته منا
ومن حيا المزن كل عين

أودى حسينٌ به فمالي
عليه بالصبر من يدين

هم جمعوا من شبا العوالي
ورأسه بين كوكبين

كأنما وجهه سراجٌ
لشمعة الباسل الرديني

اشقى تاللّه نجل سعد
ونجل حرب وحزب ذين

ويح ابن حرب لقد تعدّى
لنقر تلك الثنيَتَين

لم يرع لثم النبي تلك
الثنيتين السنيتّين

وقال ما قال من كلام
كستهُ عقباه كل شين

لو نظرت مقلتا أبيه
إليه بين الكتيبتين

لراع منه العدى هزبرٌ
خضيبُ كف ومخلبين

ولو رنا جدّه إليه
وهو خضيبُ الذؤابَتَين

لجالدت دونه سيوف
ما أرهفتها يمين قين

وجندُ نصر بهم علا
الدين يوم بدر وفي حنين

لا برحت ما حييت عيني
تُيل للدمع واديين

وتكتسي للأسى حدادًا
يلبسُ جفنيّ سدفتين

لو كان من مثقلتيّ فيه
على السوادَين مسعدين

خضبت منها ما ابيضّ حزنًا
ما اسودّ من لون مقلتين

لكنّني قد سننت تويًا
اسود منها بمدمعَين

لولا الأسى ما سنَنت كحلًا
منها بجفن ومحجرَين

ولائمٍ لام في اكتحالٍ
يوم استحلوا دم الحسين

فقلتُ دعني أحق عضو
يحظى بلبسٍ السواد عيني

فليس حزنٌ كحزن عيني
وليس خطب الأسى بهين

نور الهدى غاب عن عيون
إذ حان للسبط يوم حين

فالشمسُ والبدر من تواري
شمس هدى غير مشرقين

والعين ثكلى لم تبد كحلًا
للحسن كلا ولا لزين

إرسال تعليق

0 تعليقات