عاد قلبه طرب لـ حازم القرطاجني

عادَ قلبَهُ طَرَبٌ
حين زُمَّتِ النُجُبُ

وانطوى على حُرقٍ
قلبُهُ لها نُهَبُ

لم يَهِجْ صدايَ سوى
مبسمٍ به شَنب

من رشًا هوايَ إلى
حيثُ حلَّ مُنْجَذِب

قَدُّهُ القضيبُ على الر
دف كاد ينقضب

خدُّه بما سفكتْ
مُقْلتاه مختضب

ذاك خِشفُ مُغْزِلة
رِيعَ فهو منتصب

بل مَهَاةُ أَصْوِرَةٍ
ترتقي وترتقب

خدُّها كشمسِ ضحًى
بالضياء منتقب

أَسطرُ الحياء به
باللحاظ تكتتب

ورْدُهُ يزيدُ إذا
بالعيون يُنْتَهَب

كم غدا البهارُ بها
للشقيقِ ينتسب

هل رضابُ مبسمها
قهوةٌ أَم الضّرب

راق حين حُصِّب بالدُّ
رِّ ذلك الثغب

أَكثَبَ السرور بها
إذ مزارها كَثَب

أينَ جيرَةٌ ذهبوا
بالسلوّ إذ ذهبوا

فالدموع إِثرهمُ
لا تزالُ تَنْسكب

والضلوع بعدهمُ
لا تزالُ تَلتهب

أينَ حُسْنُ عهدهمُ
إذ ديارهمْ صُقُب

كم بوصلِ طيفهمُ
بعد نأْيهم قربوا

فالكرى إلى دَرَكِ
الوصل وصلة عجب

والإِمامُ نائله
للمنى هو السبب

مصطفى الأَرومة من
غالبٍ ومُنْتسب

قد سما إلى مُضَرٍ
في العلا له نسب

جدّه الرِّضَى عُمَرٌ
صارم الهدى الذَّرِب

كم علا ومكرمةٍ
أَحرزت به العرب

جودُ كفِّه مَطَرٌ
والخلائقُ العُشُب

كادَ لا يكونُ لهمْ
في الحيا به أَرب

فالبحارُ فائضةٌ
في يديه والسُّحُب

نخبةُ الملوك متى
يبدُ للعدا يَغِبوا

ذو عزائمٍ قُذِفَتْ
في العدا لها شهب

ظل فتحها في نفو
سِ العداة ينقلب

كم أَزار أَرضهمُ
ضُمَّرًا لها خبَب

فالأُسودُ زَائرة
غابُ سُمْرها أَشِب

كلّ مقدمٍ بطلٍ
كالهزبر إذ يثب

إنْ أَراد حربَ عدا
فالعدا لها الحَرَب

كم غدتْ قلوبهمُ
وهي للقنا قُلب

تستقي نفوسهُمُ
ظامياتها السُّلُب

كلُّ ما العدا جمعتْ
في الوغى له سَلَب

أَمَّنَ البلادَ فما
تهتدي لها النُّوَب

فالمها بساحته
والأُسودُ تضطرب

هو للهدى وَزَرٌ
وهي للعلا قُطُب

فالخطوبُ قد فصلت
عن نهاهُ والخطب

راقَ حُسْن حضرته
وانتهى لها الأَدب

فهي لا تُقاسُ بها
جِلق ولا حَلَبُ

إرسال تعليق

0 تعليقات