هو مُرتمَى الأبطال ما لك دونه
متزحزح فاصبر له يا مصعب
ولقد صبرت تخوض من أهواله
ما لا يخوض الفارس المتلبب
ترمي بنفسك دون نفس محمد
وتقيه من بأس العدى ما ترهب
تبغي الفداء وتلك سنة من يرى
أن الفداء هو الذمام الأوجب
دع من يعضُّ على الحياة فإنه
غاو يضلِّل أو دَعِيٌّ يكذب
ما اختار نُصرة دينه أو رأيه
من لا يرى أن الفداء المذهب
ما هذه المثل التي لا تنتهي؟
هذا هو المثل الأبرُّ الأطيب
طاح الجهاد به شهيدًا صادقًا
أوفى بعهد إلهه يتقرَّب
إيمان حر لا يبالي كلما
ركب العظائم أن يهول المركب
يرسو وأهوال الوقائع عصَّف
تذرو الفوارس والمنايا وُثَّب
إن يضربوه ففارس ذو نجدة
ما انفكَّ يطعن في النحور ويضرب
كم هارب يخشى بوادر بأسه
ويخاف منه مشيَّعًا ما يهرب
الموت في وثباته يجري دمًا
والموت في نظراته يتلهب
سقطت يداه وما يزال لواؤه
في صدره يحنو عليه ويحدب
لو يستطيع لمدَّ من أهدابه
سببًا يشد به إليه ويجذب
يمناه أم يسراه أعظم حرمة
أم ساعداه وصدره والمنكب؟
جارَى منيته فكل يرتمي
في شأنه جللًا وكل يدأب
حتى دعاه الله يرحم نفسه
فأجاب يلتمس القرار ويطلب
إن كان ذلك من أعاجيب الوغى
فالبخل بالدم في المحارم أعجب
إنَّ امرأ كره الجهاد فلم يفز
بالموت في غمراته لمخيَّب
0 تعليقات