بين العَواصف والرياح
نفسٌ تَطيرُ بلا جَناح
نفسٌ تَعِجُّ مع الرعود
نفسٌ تُزَمجِرُ كالأسود
تعلو الشَواهقَ والقِمم
تطأ الكواكبَ بالقَدم
حتى يَذلَّ لها السُّهى
وتطولَ أوجَ المُنتهى
وترى الكَرامةَ كلَّها
واهًا لها واهًا لها
نفس الشُجاع
نفسٌ يلَذُّ لها الكِفاح
بين القَواضبِ والرِماح
لا تحمِلُ الضَيمَ القليل
لا تُنكِرُ الحقَّ الجميل
تُزري بأحداثِ الزمان
وتعيشُ أنّى لا هَوان
بالسيف تَسطو والقلم
وتسيرُ قُدَّامَ الأمم
رايتُها صُبِغت بدَم
وتكادُ أن تُحيي الرِّمم
نفسُ الشُجاع
تَلِجُ الظلامَ ولا تَهاب
ولها مع البرقِ التهاب
تجني الشُّعاع من الشموس
بالرَّغمِ من قَدَرٍ عَبوس
وتعودُ ظافرةً بنُور
لتُضِيءَ ظُلماتِ القُبور
من عزمِها نَفَخَ الصَمَد
نفسًا تسودُ إلى الأبد
واذا أرادت لا مَرَد
هيهاتِ أن تَخشى أحد
نفسُ الشُجاع
ما لا يُباح لها مُباح
والمستحيل لها يُتاح
واذا انتهى بتُّ الأمورُ
تَلِجُ الخُدورَ على البدون
تُصغي إلى حُور الجِنان
يُنشِدنَ ألحانَ الحَنان
تَحظى بلذَّاتِ الوِصال
تَجني الشَهيَّ من الجَمال
ولها إلى السر اتصال
واهًا لها يومَ النَوال
نفسُ الشُجاع
0 تعليقات