هو الدهر يستثني المخلوف بالأمن
فلا بد من منع لديه ومِن مَنِّ
وما كان حبل اليسر بالعسر ملحقا
فحزمي أولى في التجلد من حزني
وهذي الليالي خبط عشواء طالما
نقرب ما تقصى وتفقر ما تغني
عهدنا التئام الشمل فيها وانها
لتصدع شمل الجفن أو سنة الجفن
وكم فرصة فيها استحالت بغصة
فما افترسني أو قرعت لها سني
وكم سرني فيها المنى بحديثه
وأغصب عيني در ما سمعت أذني
كأني لم انظر سوى قبح فعلها
ولم تر إلا حسن مصطبري مني
إلى أن محا المولى حسين خطوبها
بنائله المغنى عن الأب والأبن
أعاد لي الأيام وهي نواضر
وأفرغها من قالب القبح للحسن
وأكثر من نعماه حتى مللتها
كما مُل في جدب مداومة المزن
همام رحيب الصدر مستسهل العطا
رفيع الذرى داني الوفا حسن الظن
تنزه عن ريب وعيناه عن خنا
وأحشاه عن غدر ويمناه عن ضن
لقد خاب من بالغدر رام محله
كما خاب من يرقى السماء من الجن
له الويل قد اصفيته الود معلنما
واعليته عن كل حادثة تدني
وانقذته من كل هول ومنكر
وشدت له مجدًا اثيلا فلم يغن
بغى لك ما يصمى فعاجلته به
ورام العلا بغيا فخربت ما يبنى
وقاد إليك الجيش من ظنه بهم
جبالًا فأمست عند لقياك كالمهن
فأمل ما يعي وحاول ما يسى
وفارق ما يحي وصادف ما يغني
وولى فأما قومه فمجدل
وآخر يستفديك بالركب والظعن
ولورمته لم ينج لكن انفت ان
تحاول من رام الفرار عن الطعن
فكايلته صاعًا بصاع موفيا
وما منكم من يدعى ردة الغين
ألا إن بغي المرء بالمرء مسرع
وأفسد أجناس الرجال أولو الضغن
ولم أنسه يومًا وجيشك مقبل
على حلب إقبال مشف على مضن
وصدمته بالجيش جيشك ثانيا
ومرجعه بالخزي في طلب الحصن
ومن ذلة بالمرء أن يترك الفلا
مفيحة الأرجاء ويسجن بالمدن
كأنك من بحر من الجيش موجه
من البيض والفرسان فيه على سفن
وقد خفقت رايات نصرك في الوغى
كما خفقت أعضاء أعداك من جبن
تلوح ويخفيها القتام كأنها
بوارق تبدو في سحائبها الدجن
يحاكي دم القتلى على صفحاتها
مدامع صب بات يمسح بالردن
لك الخير وفيت المعالي حقوقها
وصافيتها صفو الصديق مع الخدن
واظهرت للباغي مدار رحى الوغى
وكيف مجال القرن في طلب القرن
وكيف الجياد الجرد يعلو ظهورها
غصون وكيف البدر يشرق بالغصن
وكيف المنايا تستمد سيوفكم
وكيف يساوي السهل جيشك بالحزن
الا ان من علياك تهذيب اهوج
وارغام قهار واقتار مستغن
وتسكين مزعوج وتأمين خائف
واعتاق مأسور واطلاق ذي سجن
فما نجح آمال ثنت لسواكم
عنانًا وألفاظٍ على غيركم تثنى
0 تعليقات