الميزان لـ حسين الأقرع

الدَّهرُ يَنْقُرُ لَوْحَةَ الأعْمَار
وَقَمِيص يُوسُف حِكمَة الإبْصَار

ضَحِكَتْ دَهَالِيزُ الظَّلام وَقدْ بَكَتْ
مِنْ بَعْدِ مَا أزْهقْتُ رُوحَ دُوَار

وَشَمَمْتُ عِطرَ الرَّوْض مِنْ قَبْر الحَصَى
بِالرَّغْم مِنْ سِجْن بِأَلْفِ جِدَار

حَلَّقْتُ فِي جَوّْ الغرَام لِسَاعَةٍ
فَتَكَشَّرَتْ أنْيَابُ غُول ضَار

فَنَحَرْتُ كَابُوسَ الخُنُوع لِحَائِر
وَنَتَفْتُ ريشَ الآهِ بالأعْذَار

يَا آيَة الحُسْن الّتِي في خاطري
زَادَتْ خَمَائِلُكِ الجَمِيلة نَاري

فإذا وَضَعْتُ عَلَى الوِسَادَةِ هَامَتِي
يَسْطُو الخيال على هَوَى أفْكَاري

رفْقًا بقلبٍ فِي الثَّمَالة مُغْرَق
وَدَعِي المَحَبَّة تَحْتَسِي أشْعَاري

شَهِقَتْ حُرُوفُ الخَوْفِ فِي حَلَقِي وَقدْ
مَارَسْتُ هذا الجُبْن بِالإصْرَار

وَتَمَايَلَتْ أوْهامُ قِيلَ وَعِنْدَىَا
أَيْقَنْتُ أنَّ الخَيْرَ عِنْد الغَار

فَالوَقْتُ يَمْضَغُ في خُيُوطِ حَقِيقَتِي
وَيْحي أنَا لَيلي يَبيع نَهَاري

إِنّْي هُنَا أَغْتَالُ أَنْفَاسَ الرُّؤَى
وَأزيدُ ريح الجَهْل للإعْصَار

فَسَأَلْتُ ضَيْف الضّْفَّتَيْن بِحُرقةٍ
يَا (مُصْطَفىَ) هَلْ حُبُّنَا كَبُخَار؟

فَأَجَابَنِي: إنَّ العُيُونَ أَهلَّة
فَاحْذرْ أخِي مِنْ عَيْن ذَاتِ جِمَار

فَلَمَسْتُ رمْشَ الشَّمْس بَعْد تَمَعن
فَأَزَاحَ لَمْسُ الرّمْش كُلَّ غُبَار

قَالَتْ: (حُسَيْنُ)، فَقُلْتُ: قَدْ أحْيَيْتِنِي
بِسَمَاع صوت الحبّ قلت: (شعاري)

فَالحَاءُ حُبّ صَادقٌ يَا مُهْجَتِي
والسّْينُ سِحْرٌ قَدْ أُبِيحَ بدَاري

واليَاءُ يُسْرُ العَيش فِي الدَّارَيْن لا
وَصَبٌ وَلا نَصَبٌ بإذن البَاري

وَالنُّونُ نُورُ النَّوْر فِي صَدْر الفَتىَ
مَا هَدَّنِي الإِمْلاقُ بَعْد قَرَاري

سَأَقُولهَا وَأُعِيدىَا وَبعزَّة
إنّْي أحِبُّكِ فَاقْطِفِي أزهَاري

إرسال تعليق

0 تعليقات