وشاعر ما يفيق من خطله لـ أبي نواس

وشاعرٍ ما يفيقُ من خطلِه
أقام من جهلهِ على زلَله

يفضّل المردَ في قصائدهِ
عجبتُ من جهلهِ ومن مثلِه

يزعمُ أنّ الغلامَ ذو غنج
يؤمن من طمثهِ ومن حبلِه

يا هاجرَ الغانيات مكتفيًا
بالمردِ يحكي سباء في عمله

ما شاطرٌ في اللواطِ منغمسٌ
مجانبٌ للرشادِ عن سبُلِه

كواحدٍ بالنساءِ مرتهنٌ
أروَع ما يستفيقُ من غزلِه

وما غلامٌ عشقتهُ زمنًا
كأنّما البدر حلّ في حللِه

حتى إذا ظفرت يداك به
وسُلَّ من مطلهِ ومن عِلَلِه

بدت له لحيةٌ مشوّهةٌ
فصدّتِ العاشقينَ عن قُبلِه

كطفلةٍ نصفُها كثيبُ نقا
ونصفُها كالقضيبِ في ميلِه

يهتّز ما كان فوق مئزرِها
مُسبطرّ يميلُ في خصلِه

هل للغلام الذي كلفتَ بهِ
كخدّها إذ يلوحُ في خجلِه

حُبّ الغواني من الرشاد ولو
يكاد يُدني المحبّ من أجلِه

فتنّ بالحسنِ يوسفًا وكذا
داود حتى بغى على رجلِه

فاغتالهُ كي يحوزَ نعجتَهُ
ولانَ للحبِّ عند مُقتَلبِه

موسى كليم الإله عنّ لهُ
عارضُ حبٍّ عراهُ عن رحلِه

وهاجرٌ هاجرَ الخليلُ بها
إلى متيهٍ يتاهُ في سبله

وزينبٌ تيّمت محمّدَنا
فبانَ زيدٌ وصارَ من بدلِه

وصوّرَ اللَهُ آدمًا فَصَبا
إلى الغواني وكُنّ من أمله

وأبدعَ اللَهُ خَلقهنَّ لنا
فجاء حُبُّ النساءِ من قبلِه

والبكرُ تهوى ضرابَ نيّقةٍ
ولا تراهُ ينزو على جملِه

فلا تكن بالشقاء متّبعًا
إبليسَ إنّ اللواطَ من حيلِه

إرسال تعليق

0 تعليقات