لم يبق وجدي لحسن الصبر وجدانا
ولا لقلب سلاه الدمع سلوانا
اصبحت أغزر نوحا من مطوقة الوادي
واكثر أشواقا وأشجانا
خلية البال إن ناحت فعن طرب
لا كالذي راح بالبلبال ملآنا
تبيت تحضن من تهوى ويحضنها
وبت شوقا لمن أهواه سهرانا
سقيا لا يامنا اللاتي مضت بمسرات
وعوضت عنها اليوم احزانا
سقيًا لها من دموعي دائما فلقد
بقصر الغيث في سقياه احيانا
حيث النوائب لا تخشى غوائلها
حيث الحبيب متى ما رضته لانا
حيث المحاسن روض والمنى زهر
تجنيه كف الأماني منه ريانا
حيث اقتطاف ثمار كلها قبل
لما هصرنا القدود الهيف اغصانا
وجلنار الخدود الحمر حيث بدا
هل كان غير نود البيض رمانا
للّه صب له قلب بهم ابدا
متيم لا يزال الدهر ولهانا
شوقا لورد لمى تلك المباسم ما
ينفك مهما سقاه الدمع ظمآنا
اضحى يلذّ له ذكر العذيب بها
وإن تثنى قوام يذكر البانا
فخلني يا خلي البال في شغل
ولا تلم في الهوى يا صاح سكرانا
ولا تكلف فؤادي كتم نار هوى
لبنى فليس فؤاد الصب صوانا
اخفيته مثل ما اخفى الضنى جسدي
وعبرتي صيرت اخفاه اعلانا
يزيد إخفاؤه اظهاره أبدًا
كفضل اقضى قضاة العصر مولانا
الحاكم الحاسم الشرعي ذي الهمم اللا
تي استقاه اليها الدهر اذعانا
العالم العامل الحبر المدقق وال
هجر المدفق ايضاحا وتبيانا
صدر الشريعة كنز الجود قلدنا
النعمي بفضل عن النعمان اغنانا
نهاية القوم لم تلحق بدايته
ولو مشى ورجال القوم فرسانا
تدفقت راحتاه مثل فكرته
فابهر الناس معروفا وعرفانا
واحسن الرأي اذ عمت مواهبه
فلم يزل موليا حسنى واحسانا
بحر من الجود قد ما جت مكارمه
فيه فوافرحتا لو بت غرقانا
لي البشارة در النظم ينظمني
في سلك خدامه هل كنت مرجانا
لي الهناء باني في مدائحه
طلت النجوم مع التقصير ايقانا
هذا الذي عز ان تحصى مناقبه
وفي المدى كل شيء عنده هانا
هذا الذي جل في الفيحاء مقدمه
الشريف كالغيث احياها وأحيانا
هذا الذي رحم اللّه العباد به
وهكذا لن يزال اللّه رحمانا
هذا الذي مدحه قد زاد مادحه
فخرا فها حسن قد صار حسانا
يا من جعلنا ثناه ذخرنا ابدا
فعطر الارج الشحري ارجانا
ومن اذا تليت اوصافه تركت
عطف اللبيب بغير الخير نشوانا
اليكها بنت فكر طالما خطبت
وما سمحت بها صوتا واحصانا
بلقيس نظم وعرش الدر مسكنها
فهل ارى كفؤها إلا سليمانا
لا استحثك في حق عليك لها
انا الذي نام ان تيهت يقظانا
واسلم ودم في سرور دائم وعلا
وابلغ من العزا وطارًا وأوطانا
ما رجعت شجوها الورقا معربة
عنه وما رددت في الدوح الحانا
0 تعليقات