حي المعاهد كانت قبل تحييني لـ ابن خلدون

حي المعاهد كانت قبل تحييني
بواكف الدمع يرويها ويظميني

إن الألى نزحت داري ودارهم
تحملوا القلب في آثارهم دوني

وقفت أنشد صبرًا ضاع بعدهم
فيهم وأسأل رسمًا لا يناجيني

أمثل الربع من شوق فألثمه
وكيف والفكر يدنيه ويقصيني

وبنهب الوجد مني كل لؤلؤة
ما زال قلبي عليها غير مأمون

سقت جفوني مغاني الربع بعدهم
فالدمع وقف على أطلاله الجون

قد كان للقلب داعي الهوى شغل
لو لأن قلبي إلى السلوان يدعوني

أحبابنا هل لعهد الوصل مدكر
منكم وهل نسمة عنكم تحييني

ما لي وللطيف لا يعتاد زائره
وللنسيم عليلًا يداويني

يا أهل نجد وما نجد وساكنها
حسنًا سوى جنة الفردوس والعين

أعندكم أنني مما مر ذكركم
إلا انثنيت كأن الراح تثنيني

أصبو إلى البرق من أنحاء أرضكم
شوقًا ولولاكم ما كان يصبيني

يا نازحًا والمنى تدنيه من خلدي
حتى لأحسبه قربًا يناجيني

أسلى هواك فؤادي عن سواك وما
سواك يومًا بحال عنك يسليني

ترى الليالي أنستك إدكاري يا
من لم تكن ذكره الأيام تنسيني

يا مصنعًا شيدت منه السعود حمى
لا يطرق الدهر مبناه بتوهين

صرح يحار لديه الطرف مفتتنًا
فيما يروقك من شكل وتلوين

بعدًا لإيوان كسرى إن مشورك
السامي لأعظم من تلك الاواوين

ودع دمشق ومغناها فقصرك ذا
أشهى إلى القلب من أبواب جيرون

من مبلغ عني الصحب الألى تركوا
وفي وضاع حماهم إذ أضاعوني

أني أويت من العليا إلى حرم
كادت مغانيه بالبشرى تحييني

وأنني ظاعنًا لم ألق بعدهم
دهرًا أشاكي ولا خصمًا يشاكيني

لا كالتي أخفرت عهدي ليالي إذ
أقلب الطرف بين الخوف والهون

سقيًا ورعيًا لأيامي التي ظفرت
يداي منها بحظ غير مغبون

ارتاد منها مليًا لا يماطلني
وعدًا وأرجو كريمًا لا يعنيني

وهاك منها قواف طيها حكم
مثل الأزاهر في طي الرياحين

تلوح إن جليت درًا وإن تليت
تثني عليك بأنفاس البساتين

عانيت منها بجهدي كل شاردة
لولا سعودك ما كادت تواتين

يمانع الفكر عنها ما تقسمه
من كل حزن بطي الصدر مكنون

لكن بسعدك ذلت لي شواردها
فرضت منها بتحبير وتزيين

بقيت دهرك في أمن وفي دعة
ودام ملكك في نصر وتمكين

إرسال تعليق

0 تعليقات