وواجهه جذلان حتى أمره لـ جبيهاء الأشجعي

وَواجَهَهُ جَذلانَ حَتّى أَمَرَّهُ
بِيُمنى يَدَيهِ كَاِشتِمالِ المُخاطِرِ

فَلَمّا خَشيتُ الذَمَ قُلتُ اِشفَعوا لَهُ
بِثَنتَينِ مِن ذَودِ العِيالِ الغَوابِرِ

فَقُمنا إِلى خَيرَينِ في ضَرَّتَيهِما
مَجَمُّ لِدّراتِ العُروقِ النَواعِرِ

كَمَيتَينِ حَمراوَينِ لَونًا تَعادَتا
بِهِ نَسَبًا في الواشِجاتِ الزَواخِرِ

عَلاتَينِ تَمضي لَيلَةُ الطَلِّ عَنهُما
وَقورَينِ تَحتَ الساقِطِ المُتَواتِر

تَرافَدَتا حَتّى كِلا مَحلَبَيهِما
أَنافَ بِزُبّادٍ مِنَ الغُزرِ فاتِر

فَقُلتُ اِحلَبوا قَبلَ الصَباحِ صَبوحَهُ
لَهُ باكِرًا في الوَردِ أَو غَيرِ باكِرِ

فَباتَ وَباتَ المَخضُ عِندَ وِسادِه
حَقينًا وَمِن دونِ اللِحافِ المُباشِرِ

فَلَمّا رَأى أَنَّ الصَبوحَ شَصاصَةٌ
وَأَنَّ فَريسَ اللَيلِ اِحدى المَناكِرِ

فَأَصبَحَ مَمهودًا لَهُ بَينَ وَحفَةٍ
رَبوضٍ وَمَضروبٍ لَهُ بِالوَتائِرِ

فَما رامَ حَتّى مَسَّتِ الشَمسُ جِلدَهُ
وَلانَت عَلى الحافي رُؤوسَ الحَزاوِر

وَأَضحى بِأَجوازِ الفَلاةِ كَأَنَّما
يُقَلِّبُ ثَوبَيهِ قَوادِمُ طائِر

تَرامى بِهِ نَقبًا زِيادٍ كَما اِرتَمَت
مَخارِمُ ذي فَلحٍ بِأَروَقَ صادِرِ

إرسال تعليق

0 تعليقات