منبر في ثرى الكنانة قدسي
تتمنى لو قد حوته الثريا
ما ارتقى الانبياء أعرق منه
شرفا سامقا وعتقا سنيا
إنه الأزهر الشريف أجد اللّه
في صحنه السنا العربيا
واجتباه مجاهدا خاشى اللّه
مقيما حدوده مخشيا
درجت حوله القرون فلم تعرفه
تحت الأحداث إلا جريا
سل طواغيت كل عصر بمصر
كيف هابوا المعمم الأزهريا
آنسوا فيه مغاوير عمرو
شبها واضح السمات جليا
عزة عفة وأنفا حميا
وإباء على الهنات عصيا
فإذا ما دعاه للحق داع
لم يبت ناكلا ولا قعديا
في حمى الأزهر الرحيب وفي
افنائه الحانيات عشنا مليا
يوم هبت تذود عن عرضها
مصر كمى منها يبارى كميا
والمنايا من حولهم حاشدات
يتخطفن رائحات غديا
نبذ الأزهر المتون وألقى
بالحواشي وانقض ليثا عتيا
سل أبناؤه إلى النصر عزما
حيدريا وصارما خالديا
يا أبا الجامعات في الشرق والغرب
ويا شيخها الوقور الفتيا
كم بنيت الأفذاذ فكرا وعلما
عبقري منهم يلي عبقريا
الأشداء في يقين ودين
والارقاء في السجود البكيا
النواوى والمراغى والعدوى
والرازقي والبشريا
والبحيري من محلة نصر
مالىء العصر كابن رشد دويا
مصلحا مخضعا فتاواه للفكر
وحبرا مجددا سلفيا
يتحرى النقلى في العلم بالبحث
ويغزو بعقله العقليا
صفوة من بنيك عزت بهم مصر
وكادت علوا تشق السميا
لست أحصى ولا أخصص بل
أجنيت من زحمة الحلى حليا
من رسول الأزهريين شيخا
وفتيا ودانيا وقصيا
أدركوا الصدع قبل أن يصبح
الصدع على الرائبين صعبا عصيا
وشباب يستمرئون ذليل العجز
وردا رنقا ومرعى وبيا
ركبوا الجهل والسهولة والوشك
وليست للراشدين مطيا
أرسلوا الشعر طمطمات فلا غربي
نسج سدوا ولا شرقيا
وانتحوه كأنما هو ثأر حين
رضوا وزنا وهضوا رويا
مذهب من مذهب السوء يطوي
بجلال الفصحى العداء الضريا
يتعدى بهدمها فض شمل العرب
فضا كما نثرت العصيا
يتعدى بهدمها أن يبيت الديـ
ـن لا راعيا ولا مرعيا
واستباحوا كرامة الحق والفن
دعى منهم يمالي دعيا
هاتكا حرمة المعايير والأخطار
حتى عدوا الفصاحة عيا
فغدا الذم عندهم أن يقولوا
شاعر يؤثر البيان السريا
أو يقولوا أسف واعتاقه العجز
فجارى الشريف والبحتريا
أو يقولوا عن كاتب ما له هان
فأمسى أسلوبه جاحظيا
أنه الزيع فاضربوا حوله الايما
ن سدا يوأد دنيا شقيا
لا ومن أنزل القرآن على الـ
ـمبعوث الحق مرسلا ونبيا
لن تضام الفصحى وفينا كتاب اللّه
يتلى صبيحة وعشيا
وعد اللّه أن يصون حماها
إنه كان وعده مقضيا
0 تعليقات