ما جال في خاطري أني سأرثيها (في رثاء ام كلثوم) لـ أحمد رامي

ما جال في خاطري أني سأرثيها
بعد اليوم صغت من أشجى أغانيها

فقد كنت اسمعها تشدو فتطربني
واليوم اسمعنى أبكي وأبكيها

صحبتها من ضحى عمرى وعشت
لها أدف شهد المعاني ثم أهديها

سلافة من جنى فكري وعاطفتى
تديرها حول أرواح تناجيها

لحنا يدب إلى الأسماع يبهرها
بما حوى من جمال في تغنيها

ومنطقا ساحرا تسرى هواتفه
إلى قلوب محبيها فتسبيها

وبى من الشجو من تغريد ملهمتى
ما قد نسيت به الدنيا وما فيها

وما ظننت وأحلامى تسامرنى
أني سأسهر في ذكرى لياليها

يا درة الفن يا أبهى لآلئه
سبحان ربى بديع الكون باريها

مهما أراد بيان أن يصورها
لا يستطيع لها وصفا وتشبيها

فريدة من عطاياه يجود بها
على براياه ترويحا وترفيها

صوت بعيد المدى ريا مناهله
به من النبرات الغر صافيها

وآهة من صميم القلب ترسلها
إلى جراح ذوي شكوى فتشفيها

تشدو فتسمع نجوى روح قائلها
وتستبين جمال اللحن من فيها

يابنت مصر ويا رمز الوفاء لها
قدمت أغلى الذي يهدى لواديها

كنت الأنيس لها أيام بهجتها
وكنت أصدق باك في مآسيها

وحين أحدق بالأرض التي نشرت
عليك أفيائها شر يعنيها

أهبت بالشعب أن يسعى لنجدتها
بالمال والجهد أحياء لماضيها

وطفت بالعرب تبغين النصر لها
والمستعان على إقصاء عاديها

عاد الصفا لها وارتاح خاطرها
بعد القضاء على ما كان يضنيها

يامن اسأتم عليها بعد غيبتها
لا تجزعوا فلها ذكر سيبقيها

أضفى إلهى عليها ظل رحمته
وظل من منهل الرضوان يسقيها

تبلى العظام وتبقى الروح خالدة
حتى ترد إليها يوم يحييها

إرسال تعليق

0 تعليقات