هلال الهدى في دارة المجد أشرق لـ محمد عبد المطلب

هلال الهدى في دارة المجد أشرق
ودونك ليل الغي بالرشد فامحق

ويا علم الأعلام كم خفقت قلو
ب قومٍ إلى مرأى حفافيك فاخفق

أطل على الفسطاط أصبح أهله
ثاقل الرزايا بين عانٍ ومطلق

يساقون من أيدي اليالي وريبها
مرارة صابٍ بالهوان مرنق

فيا هل أتى ابن النيل ما حل بعده
بمصر وما أدراه بالنيل ما لقى

كأني به يرنو بألحاظ والدٍ
إلى مصر حنانٍ إلى النيل شيق

ترى ما جرى من بعدنا في ديارنا
لدى خطر فوق الأنام محلق

فيفهم لحن الريح إن ذكرت له
تباريح ضيم بالبلادين محدق

نأيتم فألقى الذل في مصر رحله
بسيرة لاوانٍ ولا مترفق

وعادت رياض النيل نارًا جحيمها
يشب لغير الخائن المتملق

فكم سيد بين الغيابات حتفه
وآخر بالأصفاد والسوط مرهق

ترى أدمع النعمى بناعم جسمه
نجيع دمٍ من جلده المتمزق

يقضي ليالٍ بين ظلم وظلمة
طريد الكرى في جوف أغبر مطبق

وتمسي نجي الحزن جارة بيته
سواد الدجى بالمدمع المترقرق

وفي حجرها لو أبصروا ذو تمائم
يكلمها بالعين من غير منطق

إذا فزعت في الخدر من هول ما ترى
فلا راحمًا تلقى ولا عطف مشفق

ودارة عز أوحشت من أنيسها
وما كان فيها من جلال ورونق

تحمل أهلوها على غير موعد
وبانوا على حكم الزمان المفرق

ينادي لسان الحال من شرفاتها
قفوا ودعونا قبل وشك التفرق

ولم ينسها التوديع موقف شامت
يقلب في الغادين أجفان محنق

وما ملهم فيها ثواءٌ وإنما
نجوا بالنوى من ظلم أرعن أحمق

يناديه فينا قائد الجيش قومه
وما قادهم إلا إلى شر مأزق

تسف بالأحكام غير موفق
وما ظالم في حكمه بموفق

فكم ساق من مصرٍ إلى الموت فتيةً
زهاها الصبا في عنفوان وريق

جموع كآجال النعام تلفها
يد القهر للآجال من كل منعق

له عصب في غورها وصعيدها
تخير أبناء الشباب وتنتقي

ففي كل إقليمٍ حجول مقيدٍ
لغير عصيٍّ أو حبال مربق

وفي كل وادٍ منهم سوط معجل
بهدد بالتنكيل كل معوق

ومن لم يسقه السوط والسيف ساقه
إلى حيث شاءوا جهد عيش مرمق

وما أجدبت مصرٌ ولا ز أهلها
من النيل عيش الناعم المتفنق

ولا ضاق لولا كيدهم حوض سينها
ولا شرقت أرض العراق بمشرق

يرى الموت هذا بين عينيه إذا يرى
أخاه هوى في المصرع المتضيق

فهذا فريق في التلال مصرعٌ
وذلك فوق الأمعز المتوهق

يجرع هذا حتفه كل مصبح
ويكرع ذاك الموت في كل مغبق

وكم ثم خدٍّ في التراب معفر
إلى حر وجه بالشواظ محرق

تسائل عنه أمه أين داره
ويذري أبوه الدمع في كل مهرق

ويسألنا أبناؤه عن معاده
بني به يوم المعاد سنلتقي

ففي كبيتٍ صوت ثكلى مرنة
وتحنان باكٍ بالأسى متمنطق

بلاء على القطرين أغطش ليله
ضحى يوم نحس بالخطوب مؤوق

دجت يوم إعلان الحماية شمسه
فيا لك من يوم على مصر أورق

به لقحت سود الليالي فليته
قضى في بطون الغيب لم يتخلق

قضينا به يوم المدله بالأسى
وبتنا على ليل السليم المؤرق

عشية يدعو مكسويل سراتها
لعيدين يوم الجمع يوم التفرق

يبوئ عرش النيل من شاء جانفًا
فننشده والخطب بالخطب يلتقي

رويدك حتى تنظري عم تنجلي
غيابة هذا العارض المتألق

فمن دون عرش النيل كل مدرب
كمي متى يرعد له الهول يبرق

بصير بأسباب الردى غرب سيفه
لبوس المنايا بين هام ومفرق

ثوت نفسه من بأسه في مجنة
متى يدن منها طائف الموت يصعق

كأن حصون الدردنيل ضمنها
على الدهر في عهد مصون وموثق

فأبلغ بني التاميز عنا وحلفهم
بباريس أنباء النذير المصدق

عشية يحدون الأساطيل شرعًا
على اليم تحبو في الحديد المطبق

تشن على دار الخلافة غارةً
من البحر إن تقرع بها الدهر يفرق

كأن السحاب الجون يحمومها سما
على الجو في داجٍ من النق مطبق

كأن جبالًا سيرت فوق لجة
تداعين شتى بين جون وأزرق

تألفنبالعدوان يجرين باسمه
إلى غرض في مدحض الهون مزلق

سرين على برق من الرأي كاذب
لمعتسف عارٍ من الحزم أحمق

فأقبلن في شمل من البغي جامع
وعدن بشمل بالهوان مفرق

لقحن بأسباب الخراب وإنما
لقين بها حتف الولود المطرق

ومن يتحرض بالردى يكرع الردى
زعافًا ومن يتنبث النار يحرق

نصبنا لهم في كل جو خبيئةً
تصب عليهم كل شعواء خيفق

وقمنا لهم في مرتقى كل تلعةٍ
بكل ملئ بالردى متفيهق

فباتوا على نار شببنا شواظها
فكانت عليهم غير نار المحلق

كأن بني شيبان يوم أوارة
بما كسبوا يصلون نار محرق

سقوا بأسنا صرفًا فهم بين طائح
على الموج صالٍ بالجحيم ومغرق

وطود تشطى خاشعًا متصدعًا
على إثر طود واجب متفلق

كؤوس أدرناها سجالًا عليهم
تناسوا بها طعم الشراب المروق

رأوا ذنب العيوق أهون مطلبًا
وأيسر مرقىً من فروق لمرتقى

هنالك لما ضل في البحر كيدهم
وصاروا إلى كيد الضعيف المحمق

تداعوا بجرار على البر زاخر
يزوف مدلّا في صفيح وبندق

له زجر يغشى به العصم في الذرى
وبأسٌ متى ينذر به النجم يصدق

فلما التقينا والمنايا جواثمٌ
تطالعهم من كل شعب وخندق

دلفنا إليهم كوكبًا خلف كوكب
وجاشوا إلينا فيلقًا بعد فيلق

فما خيموا حتى كسونا سماءهم
بأسود من نسج القنابل عوهق

دجا فاستكانوا تحته بين حائر
يشق بعينيه السماء ومطرق

وإن يستغيثوه يغاثوا وإنما
بذي لهب يشوي الوجوه محرق

طغت نارنا فيهم فما لمغرب
من النار منجاة ولا لمشرق

يودون لو أن السماء تشققت
لهم طرقًا هيهات لم تتشقق

فما إن ترى إلّا صريعًا على الثرى
وملتهبًا يقفو مصابًا بأولق

ومختبطًا في الدو يركب رأسه
ضلالًا ومن يستكبر الهول يخرق

يقول أنج سعد بالهوان فقد هوى
سعيد وحاق البأس بالمتعوق

وكوكبة يعدو الفرار بخيلها
إلى البحر بالإدبار للنار تتقي

إذا البحر لم يعصم من الحين جنده
فهيهات أينجي عائذ البر أو يقي

وأخرى تولاها الغرور فأقدمت
لمهلكها ملمومةً لم تفرق

غدت تستجم البأس فانسطرت به
هنالك في لوح الفناء المنمق

سعرنا لها في عش بابًا وأختها
جهنم يصلى نارها كل من شقى

تركنا عتاق الطير في حجراتها
تخطف منهم كل شلوٍ ممزق

فكانت جزاء الظالمين مضوا بها
كذلك نجزي منهم كل من بقى

ومستأسرٍ بالذل يرفع نحونا
أكف منيب بالهوان مطوق

تربع في ظل من العفو وارفٍ
لدينا وعهدٍ بالأمان موثق

وبات طليقًا في الإسار تحفه
مكارمنا كالسلسبيل المصفق

وأصبح من ولى يود لو أنه
أسيرٌ لدينا عانيًا غير مطلق

فإن أزعقوا بالدردنيل مشاربًا
فقد صدروا في مصر عن حوض مزعق

تبصر خليلي هل ترى من كتائب
دلفن بها كالسيل من كل مودق

سراعًا إلى الحانات تحسبهم بها
نعامًا تمشى رزدقًا خلف رزدق

بهولك مرآها إذا اصطخبت بهم
مواخير تجلو فاسقات لفسق

إذا أجلبوا فيها حسبت جنادبًا
تجاوبن إيقاعًا على صوت نقنق

كأن بني حام بمصر تواعدوا
ليجتمعوا من بعد ذاك التفرق

زعانف شتى من طويل مشذب
طري القرا عاري الأشاجع أعنق

وملتصق بالأرض تحسب خطوه
إذا مر في أحيائها خطو خرنق

وأخنس ممحوق الحجاجين ينتحي
لأصمع معروق العذارين أشنق

وأسود نهد الوجنتين حديثه
بجحفلة تنهال عن شدقٍ أفوق

ترى منه في بحبوحة الأمن باسلًا
وإن يدع الداعي إلى الكر يحبق

ويحسب إن صرت من الفزع إسته
مطارة طيار عليه محلق

وكائن طوى عنهم طوى من حوادث
من الخزي سارت بين مصر وجلق

عشية راحوا ألف ألف يقودها
إلى حتفها جهل الزنيم الحفلق

ترى كل ألف منهم قرن واحد
وقد علقوا من خوفه كل معلق

فما لبثوا أن أرزم الموت بينهم
بداهيةٍ من حول غزة بهلق

فإن أقبلوا طاحوا وإن أدبروا فنوا
وإن أبقوا فالويل للمتأبق

وما كان جيش الشام إذ ضل كيده
بأشأم من جيش هنالك معرق

تركنا لهم سيف العراق ليشهدوا
ببغداد كيد الحارش المتنفق

فما وطئوا بغداد حتى تبينوا
وجوه الردى أو ذي إسار محلق

غداة حزقنا تاوشيد فلم يرم
ومادت بمود كل ميثاء سملق

عجبت لهم إذا ينشر البرق عنهم
على الناس أنباء الكذوب المنفق

وماذا عليهم لو أنابوا إلى النهى
فلم يأتفك غاوٍ ولم يتخرق

فللحق نور كلما ائتلق ازدهى
وللبطل برق حيثما يزه يزهق

ألم تر كيف استأصل الروس بغيها
ومزقها العدوان كل ممزق

إذا احتقبوا بأس الجهول فأقبلوا
مسير الدجى بالباعق المتدفق

جرادًا يسد الأرض من مدرج الصبا
إذا حيث دب الأرض بالنسر يلتقي

إذا ساحة لو أقسم الجن أنه
دان من ذراها خلسةً لم يصدق

ولو أن طيفًا من عداها هفا بها
لعد من الأسرى إذا لم يمزق

هناك لقوا من خيلنا كل مقرم
مشوق إلى لحم الأعادي متوق

تقذفهم بين المتالع والربى
ونلقى بهم من كل حصنٍ وجوسق

فما وردوا أرمينيا غير أنهم
رأوا حلما تأويله لم يحقق

ومالوا عن القوقاز ميلة هالك
رمته المرامي بالصفيح المذلق

سقيناهم كأسًا دهاقًا من الردى
وإنا متى ما نسق بالكأس ندهق

وصب عليهم ليث برلين غضبةً
سقاهم بها مسمومةً لم تروق

فمن مأزق في ملتقى الكر ضيق
إلى درك في منق الموت أضيق

كأني بهم يوم البحيرات كبهم
بهاجيش هندبرج من كل مزلق

جنود تروع الليل أنزلها الردى
ضيوفًا على الحيتان في شر فندق

تغوص وتطفو في العاب ومن يخض
عبابًا به لا يحذق العوم يغرق

وأخرى صلوها بين ريغا وجوها
مؤججةً تزهو بنكباء سوهق

فلم يغنهم شيئًا نقولا وقد جرى
على نهج أعمى في المغار ملفق

ولم ينجهم أن قام بالأمر قيصر
مقام دعيٍّ في القيادة ملصق

وشتان ما بين الخمسين في الوغى
إذا الحرب جدت في مضيق ومدعق

فذا سعيه بالعلم فينا مورق
وبالجهل هذا سعيه سعي مورق

إذا شاد رب التاج بالعلم ملكه
فقل يا سماء الملك بالعز غيدقي

وإن تر شعبًا بالجهالة سابحًا
فقل لعداه رمد الضأن ريق

هوى الروس في درك الجهالة فانمحوا
ومن لم يسالم دولة العلم يمحق

فلما رأوا أن الفناء سبيلهم
وأعجزهم من درئه حمل مقلق

إذا خلصوا من خيل ممسٍ دهتهم
أحاطت بهم من خلفهم خيل مشرق

رضوا بالتي لا يرتضي السيف غيرها
ومن يعص أحكام الظبا يتمزق

وراح أثيمًا عندهم كل مقدم
وعد كريمًا بيهم كل عوق

فيا حلفاء الروس يوم تألبوا
وجاءوا برأي في السفاهة معرق

وظنوا ببرلين الظنون فأمسكوا
بحبل على ميت الأماني معلق

هل الحرب إلا ما علمتم وذقتم
وماهو عنها بالحديث المزوق

عدوا طورهم ما كل بيضاء شحمة
وما كل وثاب إلى النيق يرتقي

رماهم بمجر أصغر الأرض فانبرى
على خطط فوق السحاب وأطرق

يدك الجبال الشم إن عرضت له
بنار متى يرجم بها الشم يسحق

ويخلق في الترب الجبال عواتيًا
على كل موهٍ للقوى جد مخلق

ويرسلها فوق العباب وتحته
مواخر تزجي بين جمع وفرق

فإن ذكرت باريس غوثًا تزلزلت
وإن يذكر التاميز زبلين يحبق

ولو علموا عقابهم ما تورطوا
لنصر غواة الضرب في شر مودق

أصاخوا إلى داعي الغرور فأسرعوا
إلى فتح باب للمكاره مغلق

لكل سفير منهم صوت مرعد
ببرلين يدعو بالثبور ومبرق

يؤزره من خلفه متعمق
بحجة ذاك الملحف المتعمق

فمستأسد يبري إلى متنمر
ومعتسف يأوي إلى متعسق

ولو سمعوا أمر النهى ما تسمعوا
مقالة ألوى في الخصومة ألوق

سينسون أطماعًا عليها تعاقروا
عذاب المنى مشمولةً لم ترنق

إذ الشرق فيها بينهم نهب غالب
متى يعتقد رهنًا على الشرق يغلق

يقلبه موج المطامع بينهم
كما اعتسفت هوج الرياح بزورق

وتحمل أهليه على كل مذهب
شريعة الاستعمار في كل موبق

فمن لم يكرمه الإباء يدن لها
ذليلًا ومن يأب المذلة يرهق

شريعة جود لم يخنا رسولها
بمعجز وحى أو كتاب مصدق

ولكنها إرهاق قوم هوت بهم
يد الدهر أو تأييد حق ملفق

بلاد أذل اللَه بالجهل أهلها
وذو الجهل من حوض المذلة يستقي

تقسم كالنفال بين معاشر
تنادوا إليها في عديد ودردق

فهذي لها في المغربين مصالح
وتلك لها حق على كل مشرق

وهذي لها أرض الجزائر نحلةً
وما كيد أخرى في البوير بمخفق

وإن سبقت هذي إلى الهند غيلةً
تصل بأرض السند أخرى فتلحق

وإن هجست بالصين أحلام طامع
فرب رؤىً مرت ولم تتحقق

وهذي لها في الشام بعض مرافق
وتلك لها في أخته كل مرفق

فسائل بنا أعلاج لندن هل وفوا
بعهد لنا بين الأنام وموثق

لدى فتنة لم يغن عن مصر عندها
حمية حام أوتقية متقي

جرت عممًا لم تبق أرضًا أمينةً
ولا بلدًا بناؤها لم يحرق

فأجلب أهلونا لها وتفرقوا
بها شيعًا والويل للمتفرق

عصى الجيش فيها صاحب العرش فالتوى ال
قرينان في حبل من الشرف موثق

ولو رحم الحرب العرابي قومه
لفاد إلى راي من الحزم أصدق

ولكنه الجد العثور هوى بنا
لشؤم احتلال في الضلالة موبق

ثلاثين عامًا لاترى مصر منهم
سوى صلف المستكبر المتعزق

ثلاثين عامًا لم تشم برق راحةٍ
ولا طيب مخضر من العيش غيدق

ثلاثين عامًا بين يأس وحسرةٍ
وهول زمان بالحوادث متأق

إذا ودعت عامًا منالجور أبقعا
تفيء إلى عام من البؤس أبلق

ثلاثين عامًا بالهوان تسومها
سفاهة غارٍ في المكايد مغرق

يرى نفسه فوق القوانين بيننا
متى ما نذكره القوانين يحنق

يبيح غدًا ما حرم اليوم بالهوى
لغير الهوى في حكمه لم يوفق

إلاهة جبار وإمرة خاطل
وتدبير أعمى في الحكومة أحمق

إذا ما شكوناهم عميدًا فأمرنا
لأعلم منه بالنكاية أحذق

يقرب خوّانًا ويرفع جاهلا
ويسعد أشقاها ويشفى به التقى

إذا ما مضى هذا أتى ذاك بعده
على النهج لم يعدل ولم يترفق

وكلٌّ علينا أن نسبح باسمه
إذا نحن أهللنا ومن يعص بفسق

لنا عنده حق الضعيف وعندنا
له نعمة المستكثر المتصدق

يمن علينا بالحياة وحظنا
إلى ناصل منها على الجهد أفوق

وبالعلم سلم دنلوبهم لم لم يدع
ذواقًا من العرفان للمتذوق

هو الجهل فينا حشدته لحكمة
يد اللَه تنكيلًا بشعب مدوق

رمتنا به حمى أصابت بلاده
تطاير عنها كل فدم حبلق

فحل بنا فيمن تمرق منهم
فيا عجبًا للسارب المتمرق

ولو وزنوا في غير مصر مقامه
لأرخصه في السوم كل مدنق

فأصبح داء في المعارف قاتلًا
يسدد فيها كل سهمٍ مفوق

فواها على تلك العقول التي ثوت
بكفيه في لحد من الجهل ضيق

ثلاثين عامًا يسكب النيل حسرةً
على العلم دمع الواله المتشوق

وما وردوا من عذبه غير لامع
من الآل في بيدائها متريق

ولولاه كانت مصر بالعلم روضة
تلألأ بالأنوار للمتأنق

أدنلوب ما تلك المباني رفيعةً
متى ما تسامق هامها النجم تمسق

وما العلم أن يعلو رتاج وقبةً
على فدن بالأرجوان مزوق

أدنلوب هل أرضيت قومك غايةً
أم العير إن يبعد به الشوط ينفق

إرسال تعليق

0 تعليقات