دَعَوْتُكَ أَسْتَشْفِى إِلَيْكَ فَوَافِنى
عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ مِنْكَ أَنَّكَ لِى آسِى
فَإِنْ تَرَنِى وَالحُزْنُ مِلْءُ جَوانِحِى
أُدَارِيهِ فَلْيَغْرُرْك بِشْرِى وَإِينَاسِى
وَكَمْ فِى فُؤَادِى مِنْ جِراحٍ ثَخِينَةٍ
يُحَجِّبُهَا بُرْدَاى عَنْ أَعْيُنِ النَّاسِ
إِلَى"عَيْنِ شَمْسٍ"قدْ لَجَأْتُ وَحَاجَتِى
طَلاَقَةُ جَوٍّ لَمْ يُدَنَّسْ بِأَرْجَاسِ
أُسَرِّى هُمُومِى بِانْفِرَادِى آمِنًا
مَكَايِدَ وَاشٍ أَوْ نمَائِمَ دَسَّاسِ
يَخَالُونَ أَنِّى فِى مَتاعٍ حِيَالَهَا
وَأَىُّ مَتَاعٍ فِى جِوَارٍ لِدِيمَاسِ
أَرَى رَوْضَةً لكِنْهَا رَوْضَةُ الرَّدَى
وَأُصْغِى وَمَافِى مَسْمَعِى غيْرُ وَسْوَاسِ
وَاَنْظُرُ مِنْ حَوْلِى مُشَاةً وَركَّبًا
عَلَى مُزْرَجَيَاتٍ مِنْ دُخَانٍ وَأَفْرَاسِ
كَأَنِّى فِى رُؤْيَا يَزُفُّ الأسَى بِهَا
طَوَائفَ جِنٍ فِى مَوَاكِبِ أَعْرَاسِ
***
إِلَى "عَيْنِ شَمْسٍ" قدْ لَجَأْتُ وَحَاجَتِى
طَلاَقَةُ جَوٍّ لَمْ يُدَنَّسْ بِأَرْجَاسِ
أُسَرِّى هُمُومِى بِانْفِرَادِى آمِنًا
مَكَايِدَ وَاشٍ أَوْ نمَائِمَ دَسَّاسِ
بَدَتْ إِرَمَ ذَاتُ العِمَادِ كَأنَّهَا
مِنَ الْقِاعِ شَدَّتْهَا النُّجُومُ بِأَمْرَاسِى
كَفَّنّتْهَا لَيَالٍ نَزْرَةٌ فَتَجَدَّدتْ
ثَوَابِتَ أَرْكَانٍ رَوَاسِخَ آسَاسِ
وَغَالَطَ فِيْهَا الْبَعْثُ مَاخَالَطَ الحِلَى
بِهَامِنْ ضُرُوبٍ مُحْدَثَاتٍ وَأَجْنَاسِى
***
هُنَاكَ أُبِيحُ الشَّجْوَنَفْسًا مَنِيعَةً
عَلَى الضَّيْمِ مَهْمَا يَفْلُلِ الضَّيْمُ مِنْ بَاسى
يَمُرُّ بِىَ الإخْوَانُ فِى خَطَرَاتِهِمْ
أُولَئِكَ عُوَّادِى وَلَيْسُوا بِجُلاَّسِى
أَهَشُّ إِلَيْهِمْ مَا أَهَشُّ تَلَطُّفًا
وَفِى النَّفْسِ مَا فِيهَا مِنَ الْحُزْنِ وَاليَاسِ
ذَرُونِىَ وَانْجُوامِنْ شَظَايَا تُصِيبُكُمْ
إِذَا لَمْ أُطِقْ صَبْرًا فَأَطْلَقْتُ أَنْفَاسِى
فَإِنِّى عَلَى مَا نَالَنِى مِنْ مَسَاءَةٍ
لأَرْحَمُ صَحْبِى أَنْ يُلِمَّ بِهِمْ بَاسِى
ذَرُونِىَ لا يَمْلِكْ وَجِيْفِى قُلُوبَكُمْ
إِذَا مَرَّ ذَاكَ الطَّيْفُ وَادَّكَرَ النَّاسِى
فَتَاللهِ لَوْلا ذَلكَ الطَّيْفُ وَالْهَوَى
لَهُ مُسْعِدٌ لَمْ يَمْلِكِ الدَّهْرُ إِتْعَاسِى
ذَرُونِىَ أَحْسُ الخَمْرَ غَيْرَ مُنَفَّرٍ
عَنِ الوِرْدِ مِنْهَا نِفْرَةَ الطَائِرِ الحَاسِى
فَرُبَّتَ كَاسِ عَنْ شِفَاهِى رَدَدتُهَا
وَقَدْ قَتَلَ الدَّمْعُ السُّلاَفَةَ فِى الْكَاس
ذَرُونِى أُنكَّسْ هَامَتِى غَيْرَ مُتَّقٍ
َلاَمَةَ رُوَّادٍ وَشُبْهَةَ جُوَّاسِ
فَبِى حُرَّةٌ بِكْرٌ ضُلُوعِى سِيَاجُهَا
أَرَاشَ عَلَيْهَا سَهْمَهُ مُعْتَدٍ قَاسِ
أُعِيدُ إِلَيْهَا كُلَّ حِينٍ نَوَاظِرِى
وَأُخْفِضُ مِنْ عَطْفٍ عَلَى جُرْحِهَا رَاسِى
يَكَادُ يَبُثُ المَجْدَ مَا لاَ أَبُثُّهُ
مِنَ السَّقَمِ العَوَّادِ وَالسَّأَمِ الرَّاسِى
أَنَا الأَلَمُ السَّاجِى لِبُعْدِ مَزافِرِى
أَنا الأَمَلُ الدَّاجِىَ وَلَمْ يَخْبُ نِبْرَاسِى
أَنَا الأَسَدُ الْبَاكِى، أَنَا جَبَلُ الأَسَى
أَنا الرَّمْسُ يَمْشِى دَامِيًا فَوْقَ أَرْمَاسِ
فَيَا مُنْتَهَى حُبَى إِلَى مُنْتَهَى المُنَى
وَنَعْمَةَ فِكْرِى فَوْقَ شِقْوَةِ إِحْسَاسِى
دَعَوْتُكَ أَسْتَشْفِى إِلَيْكَ فَوَافِنى
عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ مِنْكَ أَنَّكَ لِى آسِى
0 تعليقات