أَلا أَيُّها الرَبعُ الَّذي غَيَّرَ البَلى
عَفا وَخَلا مِن بَعدِ ما كانَ لا يَخلو
تَذأَبُ ريحُ المِسكِ فيهِ وَإِنَّما
بِهِ المِسكُ إِن مَرَّت بِهِ ذَيلَها جُملُ
وَما ماءُ مُزنٍ مِن جِبالٍ مَنيعَةٍ
وَلا ما أَكَنَّت في مَعادِنِها النَحلُ
بِأَشهى مِنَ القَولِ الَّذي قُلتِ بَعدَما
تَمَكَّنَ مِن حَيزومِ ناقَتِيَ الرَحلُ
فَما رَوضَةٌ بِالحَزنِ صادٍ قَرارُها
نَحاهُ مِنَ الوَسمِيِّ أَو دِيَمٌ هُطلُ
بِأَطيَبَ مِن أَردانِ بَثنَةَ مَوهِنًا
أَلا بَل لِرَيّاها عَلى الرَوضَةِ الفَضلُ
فما روضة بالحزن جاد قرارها
نجاء من الوسمي والديم الهطلُ
بها قضب الريحان تندى وحنوة
ومن كل أفواه البقول بها بقلُ
بأطيب من ريا بثينة موهنا
ألا بَلْ لرياها على الروضةِ الفضلُ
شربت بريا من بثينة شربة
من الحب لم يشرب بها أحدٌ قبل
نقاعة أعناب ومن ماء مزنة
بأعلى قرار الهضب غادرها الوبل
وزف السّواري حب بثنة موهنا
إلي كما زفت إلى الغرض النبل
سحيرًا وأعناق المطي كأنها
مدافع ثعبان أضر بها الوبل
0 تعليقات