يا لحظات للفتن لـ ابن سهل الأندلسي

يا لحظاتٍ للفِتَن
في كَرِّها أَوْفَى نَصِيب

ترمي فكُلِّي مَقْتلٌ
وكلُّها سهمٌ مُصِيب

***
اللَّوْم للَّاحِي مُباحْ
أمَّا قبولُه فلا

علقْتُه وجْهَ صباحْ
ريقٌ طِلا عنقٌ طَلا

كالظبْيِ ثغرُه أقاحْ
وما ارْتَعَى شيحَ الفَلا

يا ظبْيُ خذْ قلبي وَطَنْ
فأنتَ في الأنسِ غريب

وارتعْ، فهذا سلسلٌ
ومهجتي مَرْعًى خَصِيب!

***
بين اللَّمَى والحَوَر
منه الحياةُ والأَجَلْ

سقتْ مياهُ الخَفَرِ
في خدِّه وردَ الخَجَلْ

زرعتُهُ بالنَّظَر
وأجْتَنِيهِ بالأملْ

في طَرْفِه السَّاجِي وَسَنْ
سَهَّدَ أجفانَ الكَئِيب

والرِّدْفُ فيهِ ثِقَلٌ
خفَّ له عقلُ اللَّبيب

***
أهْدَى إِلى حَرِّ العِتاب
بردَ اللَّمَى وقدْ وَقَد

فلو لثمتُه لذاب
من زَفْرَتي ذاكَ البَرَد

ثم لَوَى جيدَ كَعاب
ما خِلْتُه إلَّا الغيَد

في نزعةِ الظَّبْيِ الأَغَن
وهزةِ الغُصْن الرَّطيبْ

يجري لدمعي جدولٌ
فينْثَنِي منه قَضِيب

***
أأنتَ حُورٌ أَرْسَلَكْ
رِضوانُ صِدْقًا للخَبَرْ؟

قُطِّعتِ القلوبُ لك
وقيل: ما هذا بَشَر!

أم الصَّفا مضْنَى هلك
من النَّوَى أمِ الكَدَر

حتى تُزكِّيهِ الْمِحَن
أمرُ الهَوَى أمرٌ غريب

كأنَّ عشقِي مِندَل
زادتْه نارُ الهجر طِيب

***
أغربتَ في الحُسْنِ البَدِيعْ
فصار دَمْعِي مَغْرِبا

شمِلَ الهوى عندي جميع
وأدمُعِي أيْدِي سَبَا

فلتَسْتَمْعُ عَبْدًا مُطِيع
غنَّى لبعض الرُّقَبا

هذا الرَّقِيب ما يظن
لو كان إنسان مريب!

مولاي! قمْ بي نعمل
ذاك الذي ظنَّ الرَّقيب

إرسال تعليق

0 تعليقات