أشرقْتِ راقصةً بغيرِ إِزارِ
وفتَنْتِ غانيةً عنِ الأزْهارِ!
خلقَتْكِ أمواجٌ تَجُودُ بتِبْرِها
وطَهُرْتِ «بالنِّيلِ» الطَّهُورِ الجاري
في كلِّ عامٍ لا يضِنُّ بفَيْضِهِ
من ضاحِكِ الجنَّاتِ والآثارِ
يُهْدِي إليكِ حنانَها وسُؤالَها
وخصائصَ الأسرارِ والأخبارِ!
فكأنَّ رمْلَكِ في توهُّجِ نُورِهِ
سِيَرُ القُرُونِ تطلَّعتْ للقارِي!
وكتابةٌ للفيلسوف خفيَّةٌ
عن أعينِ الجُهَّالِ والأغرارِ
لله ساعاتُ السُّرورِ قضيتُها
متوسِّدًا كنفَ الجمالِ العارِي
متغزِّلًا بحُلَى الطبيعة لم تَدَعْ
ظمأً إلى المَتْرُوكِ من أوْطارِ
ومشبِّبًا بالبحر أحسبُ نثْرَه
لرشاشِهِ الضَّاحِي قشورَ درارِي
ومُناجِيًا شمسَ الغُروبِ تساؤلًا
عمَّا تحجَّبَ من جديدِ نهارِ
وإذا نزعتُ إلى السباحة لاهيًا
ألقَيْتُ همَّ النفس للتيَّارِ!
والناس حولي في حُبورٍ دافِقٍ
يأبَوْن ما اعتادُوه من أسوارِ
فأرى السماحةَ والرَّشاقةَ حُرَّةً
وتحرُّرَ الجنسين من أستارِ
وأرى الفضيلةَ في أحبِّ صِفاتِها
وأرى القناعةَ في أجلِّ إطارِ
أين الْتفتُّ فصورةٌ من لذَّةٍ
وبكل مرأًى مستطابُ قرارِ
ومجالسُ السُّمَّار وهْي كثيرةٌ
تمتاز بالإِنعاشِ لا الإِسْكارِ
وفخورةُ الأعشاش في إعْزازها
وهنائها كمنازل الأَطْيارِ
مصريةُ القَسَمات ليس يَشُوبُها
تحنانُ أهلِيها لبُعْد ديارِ
لم تَعدِمِ الإيناسَ رغمَ بساطةٍ
والكبرياءَ على العَزُوف الزَّارِي
وتقول «للمصري»: عندَكَ مُتْعَتِي
قبل النُّزوعِ إلى هوى الأَسفارِ!
0 تعليقات