اليوم الموعود لـ عباس العقاد

يا يوم موعدها البعيد ألا ترى
شوقي إليك، وما أشاق لمغنم؟
 
شوقي إليك يكاد يجذب لي غدًا
من وكره، ويكاد يَطْفِر من دمي
 
أسرعْ بأجنحة السماء جميعها
إن لم يطعك جناح هذي الأنجم
 
ودع الشموس تسير في داراتها
وتخطَّها قبل الأوان المبرم
 
ما ضر دهرك إن تقدم واحد
يا يوم من جيش لديه عرمرم
 
•••
لي جنة يا يوم أجمع في يدي
ما شئتُ من زهر بها متبسم
 
وأذوق من ثمراتها ما أشتهي
لا تحتمي مني ولا أنا أحتمي
 
وتطوف من حولي نوافر عُصْمها
ليست بمحجمة ولستُ بمحجم
 
وتلذ لي منها الوهاد لذاذتي
بتصعدٍ في نجدها وتَسنُّم
 
لم آس بين كرومها وظلالها
إلا على ثمر هناك محرم
 
فكأنما هي جنة في طيها
ركن تسلل من صميم جهنم
 
أبدًا يذكرني النعيم بقربها
حرمان مزءودٍ وعسرة معدم 
 
وأبيت في الفردوس أنعم بالمنى
وكأنني من حسرة لم أنعم
 
•••
يا يوم موعدها ستبلغني المنى
وتُتمُّ لي الفردوس خير مُتمِّم
 
لا غصن رابية تقصر راحتي
عنه، ولا ثمر يعز على فمي
 
سأظل أخطر كالغريب بجنَّتي
حتى أثوب على قدومك، فاقدم!
 
فأبيت ثم إذا احتواني أفقها
لم أُنْهَ عن أمل ولم أتندَّم
 
فرحى بصبحك حين تشرق شمسه
فرح الضياء سرى لطرف مظلم
 
•••
أمعيرتي خلد السماء سماحةً
صونيه عن ولهٍ صيانةَ مكرم
 
رفقًا بخلدك أن تشوبي صفوه
إن لم تريْ رفقًا بمهجة مغرم