غَريبٌ بِأَرضِ المغربينِ أَسيرُ
سَيَبكي عَلَيهِ مِنبَرٌ وَسَريرٌ
وَتَندُبُهُ البيضُ الصَوارِمُ وَالقَنا
وَينهلُّ دَمعٌ بينَهُنَّ غَزيرُ
سَبكيهِ في زاهيه وَالزّاهرُ النَّدى
وَطُلاّبُهُ وَالعَرفُ ثَمَّ نَكيرُ
إِذا قيلَ في أَغماتَ قد ماتَ جودُهُ
فَما يُرتَجى لِلجودِ بَعدُ نُشورُ
مَضى زَمَنٌ وَالمُلكُ مُستأنِسٌ بِهِ
وَأَصبَحَ عَنهُ اليَوم وَهوَ نَفورُ
بِرأيٍ مِن الدّهرِ المُضلَّل فاسِدٍ
مَتى صَلُحَت لِلصّالِحينَ دُهورُ
أَذَلَّ بَني ماء السَماءِ زَمانُهُم
وَذُلُّ بَني ماء السَماء كَثيرُ
فَما ماؤُها إِلّا بُكاءٌ عَلَيهِمُ
يَفيضُ عَلى الأَكبادِ مِنهُ بُحورُ
فَيا لَيتَ شِعري هَل أَبيتنّ لَيلَةً
أَمامي وَخَلفي رَوضَةٌ وَغَديرُ
بِمُنبِتَةِ الزَّيتونِ موروثةِ العُلا
تُغَنّي قيانٌ أَو تَرِنُّ طُيورُ
بِزاهِرِها السَّامي الذُّرَى جادَهُ الحَيا
تُشيرُ الثُرَيّا نَحوَنا وَنُشيرُ
وَيلحُظُنا الزَّاهي وَسعدُ سعودِهِ
غيورَينِ وَالصَّبُّ المُحِبُّ غَيورُ
تُراهُ عَسيرًا أَم يَسيرًا مَنالُهُ
ألا كُلُّ ما شاءَ الإِلَهُ يَسيرُ
قَضى اللَهُ في حِمصَ الحِمامَ
وَبُعثِرَت هُنالِكَ مِنّا لِلنُّشور قُبورُ