والعرب قد تحذف الأخبار بعد إذا (في المسألة الزنبورية) لـ أبي الحسن حازم القرطاجني

والعُرب قد تحذف الأخبار بعد إذا
إذا عنت فجأة الأمر الذي دهما

وربما نصبوا للحال بعد إذا
وربّما رفعوا من بعدها ربما

فإن توالى ضميران اكتسى بهما
وجهُ الحقيقة من إشكاله غمما

لذاك أعيت على الأفهام مسألة
أهدت إلى سيبويه الحتف والغُمما

قد كانت العقرب العوجاء أحسبها
قدمًا أشدّ من الزنبور وقعَ حُما

وفي الجواب عليها هل "إذا هو هي"
أو هل "إذا هو إياها" قد اختصما

وخطّأ ابن زياد وابن حمزة في
ما قال فيها أبا بشر وقد ظلما

وغاظ عمرًا علي في حكومته
ياليته لم يكن في أمره حكما

كغيظ عمرو عليًا في حكومته
ياليته لم يكن في أمره حكما

وفجّع ابن زياد كل منتخب
من أهله إذ غدا منه يفيض دما

كفجعة ابن زياد كل منتخب
من أهله إذ غدا منه يفيض دما

وأصبحت الأنفاس بعده باكية
في كل طرس كدمع سَحَّ وانسجما

وليس يخلو امرؤ من حاسد أضِم
لولا التنافس في الدنيا لما أُضما

والغبن في العلم أشجى محنة علمت
وأبرحُ الناس شجوًا عالم هُضما


جزء من منظومة الشيخ أبي الحسن حازم بن محمد القرطاجني في النحو.