خواطر الغروب لـ إبراهيم ناجي

قلتُ للبحر إِذ وقفتُ مساءَ كمٍ أطلتَ الوقوفَ والإصغاءَ
وجعلتَ النسيم زادًا لروحي وشربت الظلال والأضواء
لكأنّ الأضواءَ مختلفاتٍ جَعَلَتْ منكَ رَوْضَةً غَنّاءَ
مرّبي عطرُها فأسكر نفسي وسَرى في جوانحي كيفَ شاءَ
نشْوة لم تطل صحا القلبُ منها مثل ما كان أو أشدّ عناءَ
إِنما يفهم الشبيهُ شبيهاً أيها البحر، نحن لسنا سواءَ
أنتَ باقٍ ونحن حرب الليالي مزّقتنا وصيّرتنا هباءَ
أنتَ عاتٍ ونحن كالزّبد الذّا ... ...هب يعلو حينًا ويمضي جُفاءَ
وعجيبُ إليك يممتُ وَجهي إذ مللتُ الحياةَ والأحياءَ
أبتغي عندك التّأسي وما تمــــــــ ــــــــــلك ردًّا ولا تُجيبُ نداءَ
***
كل يومٍ تساؤلٌ .. ليت شعري من ينبِّي فيحسن الإِنباءَ؟!
ما تقول الأمواجُ! ما اَلَم الشمسَ فولّت حزينةً صفراءَ
تركتنا وخلفتْ ليلَ شكٍّ أبديٍّ والظلمةَ الخرساءَ
وكأنَّ القضاءَ يسخر مني حين أبكي وما عرفتُ البكاءَ
ويح دَمعي وويح ذلة نفسي لَم تدع لي أحداثهُ كبرياءَ!