| قلتُ للبحر إِذ وقفتُ مساءَ | كمٍ أطلتَ الوقوفَ والإصغاءَ |
| وجعلتَ النسيم زادًا لروحي | وشربت الظلال والأضواء |
| لكأنّ الأضواءَ مختلفاتٍ | جَعَلَتْ منكَ رَوْضَةً غَنّاءَ |
| مرّبي عطرُها فأسكر نفسي | وسَرى في جوانحي كيفَ شاءَ |
| نشْوة لم تطل صحا القلبُ منها | مثل ما كان أو أشدّ عناءَ |
| إِنما يفهم الشبيهُ شبيهاً | أيها البحر، نحن لسنا سواءَ |
| أنتَ باقٍ ونحن حرب الليالي | مزّقتنا وصيّرتنا هباءَ |
| أنتَ عاتٍ ونحن كالزّبد الذّا ... | ...هب يعلو حينًا ويمضي جُفاءَ |
| وعجيبُ إليك يممتُ وَجهي | إذ مللتُ الحياةَ والأحياءَ |
| أبتغي عندك التّأسي وما تمــــــــ | ــــــــــلك ردًّا ولا تُجيبُ نداءَ |
***
| |
| كل يومٍ تساؤلٌ .. ليت شعري | من ينبِّي فيحسن الإِنباءَ؟! |
| ما تقول الأمواجُ! ما اَلَم الشمسَ | فولّت حزينةً صفراءَ |
| تركتنا وخلفتْ ليلَ شكٍّ | أبديٍّ والظلمةَ الخرساءَ |
| وكأنَّ القضاءَ يسخر مني | حين أبكي وما عرفتُ البكاءَ |
| ويح دَمعي وويح ذلة نفسي | لَم تدع لي أحداثهُ كبرياءَ! |