سجلي يا أرض وارعي يا سماء
مصرع النسرين في جوف الفضاء
سجليه بمداد الفخر لا
بل يفيض من دماء الشهداء
مصرع الآساد في آجامها
لا كما تلقى مناياها الظباء!
سجليها روعة قد مزجت
من أسى الحزن،ومن فيض العزاء
وضحايا المجد في مذبحة
يلتقي الياس عليها والرجاء!
وهيَ القربان يفدى أمة
إيه ما أكرمه هذا الفداء
دوما والريح في معترك
صاخب الأنواء، مشئوم العواء
وظلام في ظلام مبهم
يخشع الهول لديه والفناء
طامس الآثار مجهول الخطى
لا دليل، لا شعاع، لا ضياء
وهما في جوفه تحدوهما
همة قعساء تأبى الانزواء
يلطمان الريح إما لطمت
ويروغان كأطياف الهواء
أشربت نفساهما حب العلا
وأراداها حياة في السماء
قد أرادا، وأراد الله ما
كان؛ سبحانك تمضي ما تشاء
إيه يا مصر عزاء إنما
أنت أولى بالتحيات الوضاء
قد بذلت اليوم ما تبذله
أمة شاءت حياة النبلاء
أمة قد أعلنت قسمتها
من صميم المجد بين القسماء !
ودم يهراق في تضحية
سوف يسري نخوة بين الدماء