خراب لـ سيد قطب

أقفرت شيئًا فشيئًا كاليباب
غير آثار من النبتِ الهشيم

باقيات ريثما يسفى التراب
فإذا الكون خلاء في وجوم

***
كان ينمو هاهنا نورٌ صغير
فوق نبت ليّن العود هزيل

فذوى النور وما كان نضير!
إنما المُعدم يرضى بالقليل

***
زهرةٌ في إثر أخرى تحتضر
وهو يرنو ذاهلا للزهَرات

ملقيات حوله بين الحُفر
والرياح الهوج تدوى معوِلات

***
وإذا الكون حواليهِ خراب
موحش الأرجاء مفقود القطين

وهو يرنو في وجوم واكتئاب
يكتم العبرةَ فيه والأنين!

***
ويدوّي حوله صوت الفناء
حيث تمحى كل آثار الوجود

أين؟ - لا أين! – الأماني والرجاء
طمسَ اليأس عليها والكنود!