أقفرت شيئًا فشيئًا كاليباب
غير آثار من النبتِ الهشيم
باقيات ريثما يسفى التراب
فإذا الكون خلاء في وجوم
***
كان ينمو هاهنا نورٌ صغير
فوق نبت ليّن العود هزيل
فذوى النور وما كان نضير!
إنما المُعدم يرضى بالقليل
***
زهرةٌ في إثر أخرى تحتضر
وهو يرنو ذاهلا للزهَرات
ملقيات حوله بين الحُفر
والرياح الهوج تدوى معوِلات
***
وإذا الكون حواليهِ خراب
موحش الأرجاء مفقود القطين
وهو يرنو في وجوم واكتئاب
يكتم العبرةَ فيه والأنين!
***
ويدوّي حوله صوت الفناء
حيث تمحى كل آثار الوجود
أين؟ - لا أين! – الأماني والرجاء
طمسَ اليأس عليها والكنود!