مدينة الحب لـ كريم العراقي

مدينة الحب أمشي في شوارعكِ
وأنا أرى الحبَّ مَحمولًا بأكفانِ

يا لوعةَ القلب، أخذّتْ شكل مقبرةٍ
وأهل بيتي استعاروا حقدَ عُدواني

حدائقُ الحبِّ، لا وردٌ ولا شَجر
وما البيوت سوى ثَكنات سجانِ

كأنّني اليوم أنَعب في خرائبكِ
ودَمعة الذلِّ تَلمعُ بين أجفاني

لا تَصدموني، أهذا الكهف منزلنا؟
وهو الذي كان مُنية كلّ إنسانِ

أهذه النخلة الجرباءُ نَخلتنا
وهي التي أمس من أشجار رضوانِ؟

أهذه الضحكةُ الخرساء ضِحكتنا
أفعالنا تلك أم نَزوات شيطانِ؟

أهذه الأسقفُ النِيران تَحرسنا
يا سادة البيتِ هل ضيّعت عِنواني؟

هل أنتِ أمي وهل أنتَ أبي وأنا
أنا ابنُ بيتي أم أنّ الهمَّ أعماني؟

يَعلو الوجوهَ عذاب لا شَبيه له
وفي الدواخل يَغلي ألفُ بُركانِ

قلوبُ أهلي وأحبابي غَدت حجرًا
أأنا على الأرض أم في كوكب ثانِ؟

قتلتم الحبَّ وهو النور في وطني
لا تَسألوني تَمهّل.. من هو الجاني؟

أبا الفُراتينِ قد شَلَّ الأسى رِئتي
ومن سِواك يُحطّم قيد أحزاني

أنا ذُهلت لصمتك يا أبا قَلَمي
وأُغنياتي وأَشواقي وأَلحاني

لا شاطئاك كم كانا ولا شفةٌ
بَاست جِراحي ولا مَشفاك أشفاني

صَفعت وجهي أهذا يا زمان أنا
سَلمت لِلريح سَاقيتي وبستاني؟

وكالمجانين أصرخ في الدُّروب كفى
لا الدار داري ولا الخلان خلاني

إرسال تعليق

0 تعليقات