إذا أنا بالقرع الشديد لبابه لـ محيي الدين بن عربي

إذا أنا بالقرعِ الشديدِ لبابه
وقد راضني إذ كنتُ حشواها به

فلا تك ممن لا يقوم لقرعه
فإن الذي تبغيه من خلفِ بابه

وهذا خلاف العرف في كل قارعٍ
وما كان هذا الأمر إلا لما به

من الشوق للمطلوب إذ جاء خارجًا
وسرَّ وجودُ الابِ عين حجابه

فأرسل إرسالًا إلى كلِّ شارد
يردُّونه عن وجهه وذهابه

إليه على كره وإنْ كان عالمًا
بخير يراه منه عند إيابه

ووقع في توقيعهم كلَّ ما لهم
من الخير إن عادَ وابيض كتابه

وهم طالبوا ما قد دعاهم لنيله
وأين اقترابُ العبدِ من اغترابه

لقد أخطأوا نهجَ السلامةِ لو بقوا
على سيرهم لولا رجيمُ شِهابه

فأفزعهم رجمُ النجومِ أمامَهم
فحادوا إلى ما قاله في خطابه

وقد علموا أن السلامةَ في الذي
دعاهم إليه من أليم عُقابه

فيأخذ سَفلًا لا يريد فريةَ
ويذهل عن مطلوبه وصَحابه

ويأخذ الفكرُ الصحيحُ منبها
على منزلٍ لا أمنَ فيمن ثوى به

لا تعجلنّ فإنَّ الأمر حاصله
إليك مرجعه فانهض على قدرِ

واسلك سبيلَ إمامٍ جَلَّ مقصدُه
مصدِّق في الذي قد جاء من خبر

وخذ به خلفه في الحال مقتديًا
واركن إليه ولا تركن إلى النظر

واعلم بأنَّ ذوي الأفكار في عمه
فكن من الفكر يا هذا على حَذر

والعقلُ ليس له تقبيحُ ما قبحتْ
صفاتُه وله التحكيم في العِبَرِ

وما له ذلك التحكيم في عِبَرِ
إلا إذا كان في التحكيم ذا بصر

وليس يعرف سرَّ الله في القدر
إلا الذي علم الأعيانَ بالأثرِ

وما رأى أثر الأسماءِ في أحد
فقال في قبتيها هم على خطر

لا نعتَ اشرفُ من علمٍ يفوزُبه
يقولُ مَن فاته يا خيبةَ العمر

يمشي به آمنًا فالعلمُ محفظةٌ
لمن يحصله من وقعةِ الغرر

إرسال تعليق

0 تعليقات