إني على ما نالني لصبور لـ أبي تمام

إِنّي عَلى ما نالَني لَصَبورُ
وَبِغَيرِ حُسنِ تَجَلُّدٍ لَجَديرُ

أَعزِز بِعَيّاشٍ عَلَيَّ مُغَيَّبًا
في غَيرِ حُفرَتِهِ الحِجى وَالخيرُ

فَكَّت أَكُفُّ المَوتِ غُلَّ قَصائِدي
عَنهُ وَضَيغَمُها عَلَيهِ يَزيرُ

ما زالَ غُلُّ الذَمِّ ثانِيَ عِطفِهِ
حَتّى أَتاهُ المَوتُ وَهوَ أَسيرُ

مِن بَعدِ ما نَزَّهتُ في سَوآتِهِ
حَسَناتِ شِعرٍ بَحرُهُنَّ بُحورُ

وَبَقيتُ لَولا أَنَّني في طَيِّئٍ
عَلَمٌ لَقالَ الناسُ أَنتَ جَريرُ

يا عِبرَةَ اللَهِ الَّتي مِن طَرزِها
نَشَأوا فَكانَ القِردُ وَالخِنزيرُ

لَو كانَ لِلجَمَلِ المُجَلَّلِ ريشَةٌ
ما شَكَّ خَلقٌ أَنَّهُ سَيَطيرُ

وَأَرى نَكيرًا صَدَّ عَنكَ وَمُنكَرًا
ظَنًا بِأَنَّكَ مُنكَرٌ وَنَكيرُ

وَتَضَوَّرَ القَبرُ الَّذي أُسكِنتَهُ
حَتّى ظَنَنّا أَنَّهُ المَقبورُ

إرسال تعليق

0 تعليقات