العلم، ما العلم، والبشرى لمن ضفرَا
منهُ بزادٍ يطيل الذِّكرَ والعُمَرَا
كل الحضارات لولا العلم ما بُنيَت
وما سمعنا لها عبر المدى خبَرَا
سل المؤرخ عن يونانَ كيف سمت
في الأرض يطلعك عن أخبارها الدُّرَرَا
سل مصرَ كيفَ بَنَت أهرامها عجبًا
بالسحر أم أنَّهُ العقل الذي ابتكَرَا
سل عن جلال الدنا بغداد حين سعَت
إلى يديها شعوب الأرض فهْيَ تُرى
كأنها جنة الفردوس حينئذ
يصبو إلى بابها من دانَ أو كَفَرَا
إذ أوتيت من علوم الأرض مُدَّخرا
كأنما العلم في أسوارها انحصَرَا
والعلمُ يرفعُ من شأن الحياة إذا
كان المدبِّرُ في استخدامه بشَرَا
لا علمَ ينفعُ و الأخلاقُ ميْتتةٌ
في ذات صاحبه كالحيِّ قد قُبرَا
والمرء إن لم يُحكِّم في تعلُّمه
ضميرهُ كان في هذي الدنا خطرَا
وطالبُ العلم لا ترجى خسارتهُ
إن كان من أعظم الأخلاق قد ضفرَا
يا سالكين سبيل العلم إنَّ لكم
أعلى المراتب شرط الصدق إن حضرَا
موسى عليه سلام الله سيدنا
لما التقى الخِضرَ يبغي العلمَ مُؤتثرَا
وهْوَ النبيُّ و لكنْ في تواضعه
للسيِّد الخضر كان السَّيَّدَ الخبرَا
إنَّ التواضعَ باب العلم منفذهُ
وليسَ يوجدُ بابٌ غيرهُ عُثرَا
واستوقفَ الخضرُ موسى عندما رأيَا
طيرًا على البحر يبغي القَطْرَ ما قدرَا
فقالَ: ما جادَ منهُ الطيرُ من قَطَرٍ
علمي وعلمُكَ يا موسى به اعتُصِرَا
فالمرء مهما ينل علمًا ومعرفةً
لا زال يجهلُ من دنياهُ ما استترَا
فاملئ حياتكَ علمًا نافعًا و به
فلتنفع الناس واترك فيهم أثرَا
كم خلَّدَ العلمُ من إسمٍ ومن لقبٍ
وكم أمدَّ لهم عمرًا و معتبرَا
العلمُ يحيي نفوس الناس يبعثها
من خُلدها لتعيش العيشة النضرَا
والجهلُ يقتلُ من والاهُ من بشرٍ
ولو يكونوا ملوك الأرض أو أُمَرَا
والذِّكرُ يبقى لأهل العلم قاطبةً
فاعلم و ليسَ لمن قد أنجب الذَّكَرَا
0 تعليقات