الشعر ما قومت زيغ صدوره لـ الناشئ الأكبر

الشعر ما قومت زيغ صدوره
وشددت بالتهذيب أسر متونه

ورأبت بالإطناب شعب صدوعه
وفتحت بالإيجاز غورَ عيونه

وجمعت بين قريبه وبعيده
ووصلت بين مجمه ومعينه

وعقدت منه لكل أمرٍ يقتضي
شبهًا به فقرنته بقرينه

فإذا بكيت به الديار وأهلها
أجريت للمحزون ماء شوؤنه

ووكلته بهمومه وغمومه
دهرًا فلم يسر الكرى بجفونه

وإذا مدحت به جوادًا ماجدًا
وقضيته بالشكر حق ديونه

أصفيته بنفيسه ورصينه
ومنحته بخطيره وثمينه

فيكون جزلًا في اتفاق صنوفه
ويكون سهلًا في اتساق فنونه

فإذا أردت كناية عن ريبة
باينت بين ظهوره وبطونه

فجعلت سامعه يشوب شكوكه
ببياته وظنونه بيقينه

وإذا عتبت على أخٍ في زلةٍ
أدمجت شدته له في لينه

فتركته مستأنسًا لدماثةٍ
مستيئسًا لوعوثه وحزونه

وإذا بذت إلى التي علقتها
إن صارمتك بفاتنات شؤونه

تيمتها بلطيفه ورقيقه
وشغفتها بخفيه وكمينه

وإذا اعتذرت إلى أخٍ من زلةٍ
واشكت بين محيله ومبينه

فيحور ذنبك عند من يعتده
عتبًا عليك مطالبًا بيمينه

والقول يحسن منه في منثوره
ما ليس يحسن منه في موزونه

إرسال تعليق

0 تعليقات