إن اليئايئ اخفُّ الطيرِ أرواحا
نعم وأشرَعُها في السعي إنجاحا
زرق كأنَّ عيون الوحش أعينها
سفع الخدود تزين الكفَّ والراحا
مدبَّجات موشّاة يلامقها
يوضحن عن حكمة الرحمن إيضاحا
ويُؤيُؤٍ حُزتُهُ من رأس شاهقةٍ
جَلسٍ يُريكَ شُخوصَ الناس أشباحا
شَثنِ السُلامى رَحيبِ المنخرين إذا
أراح مِن غَيرِ بُهرٍ خِلتَهُ ارتاحا
ترى قَراهُ وَدَفَّيهِ فتَحسَبُها
كأحرفٍ سُطِّرت فيهنَ ألواحا
ذي هامةٍ صدقةٍ كالفهرِ ناشطةٍ
عن منسر كاسب للصيد أبراحا
كأنَّ أظفاره أظفار ذي لبدٍ
بزال للاهب والأجساد جرّاحا
يُجيلُ طَرفًا يرى ما لستَ مُدرِكَهُ
بعيد مُطَّرح الأجفانِ لمّاحا
ينقضَّ كالريح أو كالسهم منخرِقًا
أو كالشهاب إذا ما انصاع إيضاحا
يكادُ يعلمُ ما تخفيه مُهجَتُهُ
من الحُقودِ إذا ما اهتزَّ أو صاحا
مُمَلَّكٌ لنفوس الطير ينسفها
نَسفًا فيقبض أجسامًا وأرواحا
كأنما أقفلت بالاهب أنفسها
فكان بالقهر للإقفال مفتاحا
0 تعليقات