سهام مقاها فاحذروها صوائب
لها الريش هدب والسهام حواجب
رمتني فلم تُخط الفؤاد وكسرت
جفونا بدت منها سيوف قواضب
وهزت لطعن الصب لدن قوامها
وما هو إلا عاشق لا محارب
فهذي عيوني في الدموع غريقة
تعوم وذا قلبي على الجمر ذائب
على أنني أمسي إسير عناقها
وقد قيدت رجلي منها الذوائب
امازجهال ضما يريك اتحادنا
كما مزج الصهباء بالماء شارب
ووجدي وجدي ما انطفت لي علة
ولا استنقذت من حسن صبري سلائب
أزيد إشتياقا كلما ازددت وصلة
كأني عنها في حضوري غائب
مهفهفة تفني الهموم إذا بدت
وتلهيك في الهيجاء عن من تحارب
وتأخذ إسلاب العقول بمنطق
يعيس من الموتى به من تخاطب
تبيت تعاطيني كؤس عتابها
وما ذاق طعم العيش من لايعاتب
ونهصر من روض الإحاديث مجتنىً
تجاذبني اطرافه واجاذب
فلا تسألوا عن ليل صبين خليا
وشأنهما في البعد عمن يراقب
خليعين كل قد تمادى مع الهوى
وأطلق من أرسانه فهو سائب
ومن لم يبدد حبه شمل عقله
فمرت هواه خلب البرق كاذب
إليك فلا تطمع برد سكينتي
فليس يَرُدُّ الدر في الضرع حالب
وللحب سلطان على كل قادر
ولو انه الملك الذي لا يغالب
صلاح البرايا الناصر الملك الذي
طرائقه في المكرمات غرائب
بعيد مساعي العزم قد حل رتبة
تعفر خدا في ثراها الكواكب
فتى لا يرى باسا باتعاب جسمه
بأمر إذا للمجد فيه مآرب
وما حفظ العليا ووفها حقوقها
فتى لم يطاعن دونها ويضارب
إذا نام عن أشباله اليث أصبحت
تمد يد الاطماع فيها الثعالب
وماذب عن مجد وحامي كأحمد
لقد حنكته في الشباب التجارب
إذا ما غزا في موكب سار قبله
من النصر والفتح المبين مواكب
وحفت به تحت العجاج كتائب
اسنَّتها فيه نجوم ثواقب
قد اطردت أرسانها وتنافست
كما اطردت في السمهري الأنايب
تراها جبالا من حدي وراءه
تدافع مما ضقن عنها السباسب
تظل عواليها تظل كأنها
إذا ذبن من حر الهجير الذوائب
وإن خفضت في مشرع الطعن أرجيت
عليهم من النقع المثار مضارب
وضلت تعادي الخيل فيه كأنها
كواسر عقبان لوكر طوالب
هنالك لا روح تصان من الردى
ولا دم إلا في فم السيف ساكب
ولا نحر إلا فيه بالرمح طاعن
ولا رأس إلا فيه بالسيف ضارب
عجبت لمن يدري بأنك حتفه
إذا شاب منه النصح بالغش شائب
وإنك طلاب وإنك مدرك
لمن لم يحاسب نفسه ويعاقب
ويعلم أيضًا أن عفوك واسع
لكل مسيئ قد أتى وهو تائب
ويعميه عن هذا القضا ويصمه
فيصغي لما تروي الأماني الكواذب
ولكن شقا ساقهم لمصارع
كتبن ولا ماح لما الله كاتب
طريدك لا يبقى فمن ثرت نحوه
أقيمت عليه في الحياة النوادب
واين يفر المرء عنك إذا ابتغى
مفرا وهل ينجو من الموت هارب
مع اليوم يوم يهمل العز ذكره
وما الحزم إلا أن تراعي العواقب
ويومك محفوظ وامسك غيره
عن غدك الرأى المصيب يحارب
0 تعليقات