رثت لنحولي في هواها وذلتي
وكثرة أعدائي عليها وقلتي
وناشدتها في مهجتي حين ذا دنى
عواذلها ما أبصرت من تلفتي
جعلتك يا دهري بحل فلا آسى
وقد أسفرت نحوى وجوه الاحبة
وطارحنني يرضين قلبي تبسما
فاثلجن أكبادي وأطفين لوعتي
قضت ظلمات العبد فيّ قضاءها
وما برحت تشتد حتى تجلت
وكم حملتني من اسا ثرت تحته
بضعف وحسادي تراقب وقعتي
فاأقبت الإيام خيرا وأجزلت
عطية أنس بعد شدة وحشة
غرست ودادا فاجتنيت ثماره
كذا الود ان تزرعه للحر ينبت
فما ظفرت بالنجح يمنى مماذق
ولا عاد من سعي صدوق بخيبة
وهبت لهم نفسي فما بت نادما
ولا ظلت فيهم أشتكي غبن صفقة
فقل لجهول لام مهلا فما أنا
إلى كل ذى ثغر مشيرا بقبلة
فلا تخدعن ما كل دار هي الحما
ولا كل بيضاء الترائب عزة
ولا كل منظوم له التاج أحمد
ملوك ولكن شيمة فوق شيمة
كريم المحيا يملأ الصدر هيبة
يروع ولكن خلقهللمحبة
إلى أين والشمس المنيرة تجتلي
أغرك نجم طالع في دجنة
وإن ابن إسمعيل للملك الذي
يمد إذا ما مد باعًا بقونة
هزبر تخال الضاريات نعاجه
إذا هز يوم الروع رمحا لطعنة
له من تليد المجد والفخر ما ادعا
إذا ما خشى من يدعي فلج حجة
حريص على العلياء قد حال دونها
وأمواله مقسومة في البرية
تمنت ملوك أن تشق غباره
لقد فاتها يا بعد ما قد تمنت
حبيب إلى الأسماع ذكراه لو روى
أحاديثه للصخر راو لأصغت
مهيب الرضا لا يسبق السخط عفوه
كريم متى يغضب تلقى برحمة
به الحدس والرأي الذي إن أاده
أظل على ابناء ما في الطوية
يميز عدوا من صديق بلحظة
ويعرف من يلقا بأول نظرة
فيا من حوى سرا خفيا لربه
وأثاره في الخلق غير خفية
أعد نظرا وأعجب لما الله صانع
فما هي إلا محض ايضاح قدرة
وما هي إلا من لدنه عناية
أرتك من الآيات أكبر آية
لتعرفه عرفان علم فقابلن
بأكبر شكر منك أكبر نعمة
بطانتك الادنون والعصبة التي
تفديك بالأرواح في كل وقعة
ومن لا يساوي في رضاك نفوسهم
إذا ما دعوا للموت مثقال ذرة
أراك بهم ما لم يكن في حسابهم
وأنفذ فيهم ما قضاه بحكمة
فأعمتهم الأقدار حتى يدنسوا
بما ليس فيهم من ظنون وتهمة
وأبدا القضا منهم على صور العدى
جسومًا لكم فيها قلوب أحبة
دعوهم بكم حتى توافوا وفوجئوا
بما راعهم من هول تلك المكيدة
وما عرفوا كيف السبيل وكلهم
يرى الجهل مخصوصا به في القضية
فيحسب أن الأمر قد تم دونه
فقلد تقليدا بغير تثبت
فظلوا وللاقدار في المرء حكمها
مشاة على أمر بغير بصيرة
وغلقت الأبواب وانقطع الرجا
وما شك فيما زوروا رُب فطنة
فأوحست الدنيا وأظلم أفقها
ومات باهليها البلاد وضجت
وقلنا ألا موت يباع فيشترى
ويظفر ملهوف بأكرم ميتة
فبيناهم والأمر يزداد غلظة
ونحن نقاسي شدة بعد شدة
إذا بالندا في الناس قد جاء أحمد
فلا تسألوا عن فرجة بعد كربة
فقمت ولا أدرى إلى أين وجهتي
أجر ثيابي ساعيا فوق قدرتي
أقول لربي الحمد من لي بوجهه
وأسجد شكرا سجدة بعد سجدة
إلى ان بدا لي غرة الجيش وجهه
منيرا كبدر التم أول طلعة
والقيت نفسي نحوه متبادرا
اشق لها الحجاب من غير حشمة
فرق وكف الطرف حتى لثمته
ثلاثا ودمعي سافحا فوق وجنتي
وقال لي اركب قلت كلا لا مشين
وألزمني حتى ركبت مطيتي
فللَّه من يوم أغر محجل
لبكرته ذنب محي بالعشية
فلم ترعيني مالكا سر عبده
كما سرني عن ملكه ملك رأفة
ومن هو يستفتي عن العبد قلبه
فيفتيه عن غش به أو نصيحة
وأقسم عن تلك العصابة لو أتى
إليهم كتاب منك يوم الخديعة
لطاروا سرورا واقتفوا ما أمرتهم
وقدت بهم من شئت قود البهيمة
صناديد لولا أنت ما طار ذكرهم
ولا اهتز منهم درب صنعا وصعدة
اقلهم اقلهم عثرة ما تمخضت
بها فكرة يوما ولا بعض ليلة
ولا صدرت قصدا ولا اتصفوا بها
ولا طرقت إلا طروق المصيبة
واعص مشير السوء فيهم فإنه
عدو لهم أو خادع في المشورة
فعذرهم أبدا من الشمس في الضحى
وأظهر لا يخفى على ذي بصيرة
فما أبلغتهم قدرة الله ريقهم
ولا أمهلت منهم نياما ليقظة
ولم يبنهم في الذنب إلا عقوبة
تخطت اليهم قبل علم الخطيئة
مواليك هم والكف والزند والسطا
وأحبابك الأدنون أهل الحفيظة
فهب لهم ارواحهم واصطنعهم
فوالله ما ينسونها من صنيعة
بقيت بقاء الدهر تحمى صروفه
وتدفع عن دين الهدى كل بدعة
0 تعليقات