إلى أى باب غير بابك أقرع
وفي أى جود غير جودك أطمع
إلى من أولي يا ملاذي وعصمتي
بمن أتوقى أو بمن أتوقع
خضعت إلى من ليس أهل كرامة
عليه برغمي والحشا يتقطع
وكاتبته كرها فكان جوابه
من الشهد أحلى أو من السم انقع
فعدت كما عاد الكساعي نادما
على الجرم لو أن الندامة تندفع
ووالله لولا شدة وضرورة
لما كنت في الدنيا لغيرك أخضع
فلا خير في رزق سواك يسوقه
ولو أنه من خطة الأرض أوسع
أتيه بنفسي معجبا حيث أصبحت
وليس لها إلا رجاءك مطمع
ويعجبني همي إذا ما رايته
بكسب المعالي من أياديك مولع
رجاؤك ينبي ان للمرء همة
ونفسا إلى سامى العلا تتطلع
فوالله لا ملكت غيرك مقودى
من الناس إنسانا وفي القوس منزع
عسى يا أبا العباس تفديك مهجتي
لا نجم سعدي في سمآئك مطلع
أبا أحمد هل عطفة أشرفية
تلم بها شعث الفؤاد المصدع
أبا حسن اجعل لي إلى العز مدخلا
فان طريق العز عندك مهيع
وخذ بيدي فالدهر اسقط جانبي
وإني إن أهملتني لمضيع
فلي هجرة في السابقين قديمة
وخالص ودٍّ ليس فيه تصنع
ولو أنها كانت على قدر حبنا
وكثرته فيك الحظوظ توزع
لأصبح نحوى النجم يرفع طرفه
كما كنت نحو النجم طرفي أرفع
فيا أيها المرخي عنان الهوى اتئد
فأنت بعيني حازم لا يضيع
فوالله ما مليت حبا ولا ثنا
عليه فهون رُبّ ضر سينفع
فجرحك يرشى من مراهم جوده
وخرقك إن وسعته فهو يرقع
يضيق عليّ الأمر حينا فأنثنى
واذكر عقبي خيركم فيوسع
لئن أبطات عني إغارات نصرة
فان إغارات الأماني تسرع
تبشرني عنك الأماني بالعلا
وفي غير جدواك الأماني تخدع
فكم حامل أحييت ميت ذكره
فراح وأعلام النباهة ترفع
على أنه ما كل موسى مكلم
ولا كل عبد للكرامة موضع
على العبد أن يدعو ويسأل ربه
فقد ينفع العبد الدعا والتضرع
شددت يميني واعتصمت من الورى
بحبلك يا من حبله ليس يقطع
بقيت لنا تغنى وتقني وترتجي
وتخشى وتعطي من تشآء وتمنع
0 تعليقات