خذ النفس بالتسلم لله في الأمر
ودع كيف ما شاءت مقاديره تجري
واجمل فليس السعى إلا تطلبا
لما لم يزل يأتيك من حيث لا تدري
فما بعد ضيق المر إلا انفراجه
وما بعد هذا العسر شيء سوى اليسر
وما حالة إلا تحول بأهلها
وهذا هو المعهود من خلق الدهر
إذا رضى المولى عليك فهين
جميع الذي تلقى من الخير والشر
وسل عن رضاه حسن قصدك وحده
ولا تغترر منه بنفع ولا ضر
فكم من محب يجرع المر محننة
وذي بغضة مستعذب شدة المكر
فأحسن تجد ان زلت الرجل متكا
بعين إذا انكب المسيء على النحر
ولا تشف غيظا إن ظفرت فما شفا
تقى ولا ذى غرة غلة الصدرة
وما مات غيظا مثل حساد ماجد
ثناه اختيار العفو عن درك الوتر
وهل مات من لم يكظم الغيظ ظافرا
بغير انتهاك العرض والهتك للستر
وانكار أهل الله في الله فعله
فكم ناله من ذلك الربح من خسر
قضى في العدى والحم أيضا لنفسه
وما هو في إحداهما نافذ الأمر
فإن القضا للنفس والحكم في العدا
بإجماع أهل العلم من أعظم النكر
وكان هو القاضي وكان الذي ادعى
وكان إذا الأشهاد بلغت عن عمرو
فقيل له بلغت ليس شهادة
فقال وهل أرجو شهودًا ولي أمري
فلو كان هذا الحكم في غير محضر
من الناس قلنا كان ذلك في السر
فلا من ذوى أرض تحاشى ولا سما
ولا رده عن سهوه زجر ذي زجر
فإن كان يدري ما قضي فمصيبة
وأعظم من ذا ان قضي وهو لا يدري
0 تعليقات