على الطالع الميمون قد أسس القصر
وشيد مقرونًا به الفتح والنصر
وزاد بطول المد في الأفق حسنه
ومن عجب مدّ به يحسن القصر
بنيت به الدنيا ولم تبنه بها
فما خص قطر دون قطر به الفخر
وحسبك أن الأرض باهت به السّما
ففارق مختارًا منازله البد
وحن لافق حنت الشمس نحوه
وودت به لو تيطلع الانجم الزهر
يسافر في اطرافه الطرف يجتلى
محاسن يأبا أن يلم بها الحصر
هي الدار دارت بالسعود نجومها
واصبح فيها بعض خدامك الدهر
وقيد مرآها النواظر حيرة
فما شبعت منها ولا روى الفكر
رخامية الأركان تبريه الحلا
مدبجة الارجاء أكنافها خضر
ممنعة فوق السها اسها استوى
فلا فرقد يسمو إليها ولا نسر
وما هي إلا للقصايد موسم
ففي سوقها تغلو المدائح والشعر
على قدرٍ وافي تمام بنائها
وهلك العدى فالحمد لله والشكر
تظل ملوك الأرض خاضعة الطلا
بأبوابها من لثم أفواههم اثر
تعفر ذلا في التراب وجوهها
وتلقى بأيديها إلى من له الأمر
إلى الاشرف الملك الممهد بالظبا
نواصي الصياصي الشامخات ولا فخر
إلى من لو الليل البهيم استجاره
من الصبح ما أدمى عراقيبه الفجر
جواد إذا هبت بأفواهها السما
تجد ماله ذخرًا لمن ماله ذخر
محتبه فرض على كل مسلم
يدين بهذا عندنا البدو والحضر
مواهبه قاتت مدى كل شاكر
فما ينتهى نظم إليها ولا نثر
أخو فطنة يغضي عن الجهل والخنا
وذو قدرة يعفو عظم الوزر
تزول الرواسي خفة وهو ثابت
ويبيض وجها والظبا بالدما حمر
وكم ماكر قد رام تغيير رأيه
علي وحاشاه فما نفق المكر
ولا نهنهت تلك الأناة نميمة
ولا ضاق مما زوروا ذلك الصدر
فدعني من الاملاك واتل حديثه
فقد نسخ الانجيل مذ أنزل الذكر
فيا ملكا ساد الملوك بسيرة
يقوم لهم في العجز عن نيلها العذر
تخلقت أخلاق النبيين شدة
ولينا فلا سهل تناوى ولا وعر
فصدرك قلب البحر ان ناب معضل
وقلبك صدر البحر ان عظم الأمر
جمعت من الاضداد رحمة نافع
وقسوة ضرار به النفع والضر
بكفك باس يحرق النار وقده
وبحر ندى في موجه يغرق البحر
امولاي إني غرس جودك فاسقني
فما لك غرس ليس من تحته نهر
فإنك من غمد الخمول شهرتني
صقيلا ولكن كاد يصديني الفقر
بقيت بقاء الدهر للدهر كافيا
إذا ما انقضى عمر أَتى بعده عمر
0 تعليقات