نهنيك عيدا أنت لا شك عيده
وحليته يوم الفخار وجيده
أتاك وشوق من وراء يسوقه
إليك وشوق من أمامٍ يقوده
فانجح لما أن دنامنك سعيه
وأينع مراعه وأورق عوده
وعاين ملكا قاهرا وجلالة
وملكا جوادا طبق الأرض جوده
والبسه من رائع الحسن والثنا
لباس جمال ليس يبلى جديده
لقد بيضت راياتك البيض وجهه
وأبقت له ذكرًا تدوم خلوده
خرجت به نحو المصلى معظما
شعائره كالبدر وافت سعوده
فود المصلى لو يسير بنفسه
ليلقاك أو يدنو إليك بعيده
مشيت إليه خاشعا متواضعا
لربك ترجو فضله ومزيده
وقمت بأمر الله ترعى عهوده
ومثلك من ترعى بصدق عهوده
ولم يزهك الملك الذي قد ملكته
ولا الجيش وافي خافقات بنوده
ولا ملت للدينا من الدين راغبا
ولا ضاعت الدنيا لدين تشيده
ولكن توليت الكفاية فيهما
فكلا توفي حقه وتزيده
ووافيت في ملك عظيم وهيبة
ثنت دونك الأبصار عما تريده
وخلفك جيش كالجبال تلاطمت
تلاطم أمواج البحار حديده
يصاهل في ظل الصفاح جياده
وتزأر في غاب الرماح اسوده
ولما تجلى وجهك الطلق للورى
وحير أفكارا العقول شهوده
بدا البشر في تلك الوجوه فاشرقت
ومن سره الأمر استنارت خدوده
وأعجب منك الناظرون فكلهم
يردد عجبا لحظه ويعيده
وأقبل هذا عنك يثنى بما رأى
وذا مخبر هذا وذا يستعيده
لعمري لقد أظهرت لملك عزة
وشأنا عظيما قدما وجوده
إذا ما الورى كانوا عبيد ملوكهم
فأحمد مولى والملوك عبيده
هو الناصر الإسلام وهو صلاحه
إذا ما بنا الإسلام مال عموده
فلا زال للاسلام حصنا وملجأ
يخاف ويرجى وعده ووعيده
ولا زال باق والخليقة هكذا
نهنيه بالعيد الذي هو عيده
0 تعليقات