الفسح يطلب منكم الكرماني
ليحج أو ليسيح في البلدان
قد كان صوفيا فليس بقاطن
في بلدة مع أهلها القطان
بل رأيه التطواف من أرض إلى
أرض ومن وطن إلى أوطان
ولو أنه يهوى المقام بأرضكم
لأقام فيها في نعيم جنان
لكنه يخشى من الفقهاء ما
يخشاه كل طلا من الذوبان
فإذا رأى اليمن السعيد كجنة
ألفى بها الفقهاء كالنيران
وجحيمه منهم أضر عليه من
حر الجحيم ومن حميم آن
ومن ادعى منهم له حبا فما
هو غير حب الهر للفيران
أولو التفقه ليس يبرح عندهم
لأولي التصوف أعظم الشنئان
فئتان مختلفان جدا هذه
مثل الضباب وتلك كالنينان
يحمى وطيس الحرب بينهما ولا
طعن ولا ضرب بغير لسان
كل يكفر خصمه ويراه من
حزب الضلال وزمرة الشيطان
فترى الفقيه يود للصوفي أن
يفني وكل غير ربي فاني
ما حجر إسمعيل يقضي غير أن
يغدو الذبيح محمد الكرماني
كم ود إسماعيل إسحاقا له
أو ذبحه بيدي عدون شاني
ما زال يسعى جاهدًا في قتله
لا وانيًا عنه ولا متوان
ويسير الأشعار فيه محرضا
فيها عليه لكل ذي سلطان
ويذب أقوالا تبيت سواريا
منه إلى الأمراء والغلمان
ما هنأ السلطا إلا بالهجا
لمحمد ذاك الضعيف العاني
كم قال فيه أهاجيا واتى بها
مدحا لكل خليفة وتهاني
كم عصب الفقها عليه مبالغًا
في ذاك ذا جد وذا إمعان
في دولة المنصور كان اباده
لولا وقته حماية الرحمن
قد كان شب عليه أعظم وقدة
حميت على قاصي الورى والداني
كانت لعمري وقدة مشبوبة
بهبوب ريح الظلم والعدوان
كادت تذيب بحرها أرواحنا
من قبل أن تدنو إلى الأبدان
كم حرقت من صوف صوفي وهل
للصوف من بقيا مع النيران
قد كان إسمعيل مسعرها ولم
يجعل لها حطبا سوى الكرمان
لكن وقاه الله جل جلاله
من حرها المشبوب واللهبان
والآن قد جدت عزيمته على
سفر يذيب ركائب الركبان
هربًا من القوم الأولى يسعون في
إهلاكه في السر والإعلان
فامنن له بالفسح يا ملك الورى
فالفسح فيه له أجل أمان
واذن له بالسير كي ينجو به
من وقع كل مهند وسنان
فالفسح منك له عطاء صائن
للنفس منه فجد له بصيان
وارح على الفقهاء منه بسيره
وعليه منهم يا فتى قحطان
واحسم بهذا الرأي داء تشاجر
قد كان يسقم مهجة الإيمان
لا زلت تفعل كل مصلحة ولا
برحت يمينك ذات جود هاني
0 تعليقات